محمد العبدالوهاب
في دول العالم المتقدمة كروياً .. تحديداً بالقارة الأوروبية.. لايمكن لأي من منتخباتها أو أنديتها أن تلعب أي مباراة ودية أو تكريمية مالم يكن هناك استفادة فنية أو مادية لها.. والتي لا أعتبرها (فوقية) بقدر ما أحسبها من أبجديات المتطلبات ( الاحترافية) بل إن الشركات الراعية لها تظل أشبه بصاحبة القرار من حيث جدوى تلك المشاركة من عدمها كمصلحة متبادلة بينهما.
أقول تخيلت والخيال لم يذهب بي للبعيد .. ماذا لو تم تطبيقها برياضتنا السعودية سواء على مستوى أنديتنا الكبيرة خصوصاً وبمنتخبنا (الأشم) بشكل عام؟ أجزم بأن رياضتنا وبما تحظى به من دعم سخي من لدن قيادتنا الحكيمة وماتجده من نقلة نوعية تتمثل في المشروع الرياضي التاريخي الرامي للارتقاء بكرتنا ووصولها لمصاف الدوريات العالمية والتي بدأت خطواتها باستقطاب أساطير كروية وأخرى نخبوية يشار لهم بالنجومية على صعيد الكرة العالمية وأثرها الذي جاء تلقائياً على اهتمام الملايين من المتابعين وبغضون فترة وجيزة كشفتها قنوات عالمية ناقلة, وأخرى صحافة تتحدث عن أنديتنا بإعجاب وتشجيع.
فأعتقد وبعد هذا كله، ستظل هناك مشكلة ومعاناة تكمن بالمجاملة وجبر الخواطر لفرق تريد أن تلعب ودياً أو تكريمياً لنجومها مع أنديتنا الكبيرة دون أن تجني فرقنا أي مردود فني أو مادي فيما لوطبقنا فعلاً مقولة بأن الرياضة أصبحت اليوم صناعة واستثماراً.. خصوصاً مع فرق ربما لاتتجاوز شهرتها الفنية محيط دولتها.. بصرف النظر عن الظروف التي عادةً ما ستصاحبها بالملعب من إصابات لنجوم كلفت ملايين الدولارات.. بينما أرى أيضاً بأن منتخبنا (الأساسي) يجب أن لا تكون مشاركاته إلا بالبطولات المعتمدة بفيفا.. وأن تتاح الفرصة للرديف أو بمنتخب يتم تشكيلة من دوري يلو .. للمشاركة بالبطولات - غير- معتمدة بفيفا من حيث احتسابها كدولية .. ومنها نكسب من خلالها نجوماً لامعة أو وجوهاً واعدة تفيد المنتخب.
.. كما أجدها فرصة سانحة لي بطرق أبوب الاتحاد السعودي وعبر مكتب الأستاذ الخلوق ياسر المسحل تحديداً ..لما يمتلكه من خبرة عمل ومهام بالعديد من اللجان القارية والعالمية باتخاذ القرار بهذا الشأن حفاظاً على كرتنا السعودية من خلال منافستها للدوريات العالمية حضوراً وتصنيفاً ومكانة.
.. ميدو .. بين تغريم وشطب: في الوقت الذي لاتزال فيه الواسطات تضرب أطنابها بتدخلها الودي لإنهاء الأزمة التي نشبت مؤخراً بين عضو اللجنة الفنية بنادي الزمالك أحمد حسام (ميدو) والاتحاد المصري بعد تصريحه باتهام اتحاد الكرة ولجنتي المسابقات والحكام (بالفساد الرياضي) بالدوري المصري والذي أحيل تصريحه للجنة الانضباط إما بالإثبات أو التحقيق معه.. استوقفت متأملاً ماذا لو تم مثل تلك الإجراءات وبقرار من وزارة الرياضة ونافذ بحق كل من يسيئ للمؤسسة الرياضية ولجانها جزافاً دون رادع؟ أو - على الأقل - من الصلاحية لكل لجنة تتهم بحق الرد أو التقاضي لدى الجهات المختصة كغيرها من أفراد أو جهات أخرى؟ فالمتابع للمشهد الرياضي المحلي يدرك بأن الوضع لم يعد يطاق لدى المتلقي.. فما بالكم بالمعني؟ وأجزم بأن التهديد والوعيد لم يعد يجدي.
كل ما أتوقعه وأتمناه أن يبادر الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي بطلب استقطاب إعلام أجنبي أسوة بالمدربين واللاعبين والمحللين.. وذلك لمواكبة النقلة الحضارية الكروية التي تشهدها رياضتنا السعودية.. وإن كنت أؤكد بأن رياضتنا أحوج ماتكون لذلك - على الأقل - الاستفادة من خبراتهم الإعلامية وتقديم دروس عن كيفية تعريف العالم بنجوم رياضتنا وبتفاصيل إنجازات أنديتنا بأسلوب مميز ومحفز ليصبح لدينا إعلاماً حقيقياً وشريكاً بإنجازات رياضتنا.
* * * *
آخر المطاف
الاحتراف الحقيقي ممارسات .. وليس أقوالاً.