عبدالعزيز بن سعود المتعب
يصر البعض على لغة التعميم في طرحهم ولن أقسو بترديد مقولة (التعميم لغة الحمقى) فالتماس العذر وافتراض حسن الظن بالآخر من شيم الكرام, فقد تابعت في إحدى القنوات الفضائية - المُشاهدة - لقاءً مع أكاديمي يحمل درجة دكتوراه إلّا أنه غير متمكن في مايتحدث عنه ربما لجهله به بحكم - ربما - عدم تخصصه فيه مما أفضى لأن يكون حديثه هزيلاً مؤسفاً «بكل حياد موضوعي» تمثَّل ذلك بتطرقه لشعر المحاورة (وهو فن من الفنون الأدبية الشعرية عرف حديثاً في الحجاز ثم امتد للمناطق الأخرى في الجزيرة العربية، بينما تعود جذوره إلى شعر النقائض الذي كان شائعاً عند العرب منذ زمن بعيد، ولشعر المحاورة جمهور كبير وله عدة مسميات مختلفة منها: المحاورة، الردِّية، القلطة).
يعتمد شعر المحاورة على سرعة البديهة إذ هو شعر مرتجل يدور بين شاعر وآخر مباشرة في زمان ومكان واحد وهو أيضاً شعر غنائي يؤدى على لحنٍ معين يسمى الطرق. ولجهل الدكتور ضيف البرنامج (بالفتل والنقض) والفتل والنقض أهم اصطلاحين في شعر المحاورة فقد أساء في استشهاداته غير الموفقة لافتقادها للدقة والتمحيص وبالتالي (صحة المعنى) لأكثر من شاعر بتحامله عليهم بشكل غير مبرر ليكون لسان حاله بيت شعر المتنبي:
وكم من عائبٍ قولاً صحيحاً
وآفتهُ مِنَ الفَهمِ السَقيمِ
وقديماً قالوا (من تكلّم في غير فنه أتى بالعجائب).