«الجزيرة» - عبدالعزيز بن سعود المتعب:
خيّم الحزن في الأيام الماضية إثر وفاة صاحبة الأيادي البيضاء ومواقف الخير سمو الأميرة موضي بنت محمد بن سعود الكبير - رحمها الله - حيث تحدث الكثيرون والكثيرات عبر وسائل الإعلام وتحديداً وسائل التواصل الاجتماعي عن مواقفها الإنسانية الكبيرة (والناس شهود الله في أرضه), ولا غرو فوالدها الأمير محمد بن سعود بن عبدالعزيز بن سعود بن فيصل بن تركي بن عبدالله آل سعود ووالدته هي الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بن فيصل آل سعود شقيقة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وقد وثّق الشعر مواقفه وما جبلت عليه نفسه من مكارم الأخلاق والقيم يقول الشاعر عبدالله بن عبار العنزي في قصيدة في الأمير محمد بن سعود الكبير (شقران) رحمه الله:
الحر الأشقر بان لي مثل حلياه
الوصف وصفه والشقار بشقاره
ما تاه من بإسمه على الحر سمَّاه
شقران عوق اللي براسه نعاره
ومنها قوله:
بالمرجله يندر مع الناس شرواه
ومن نال علم الطيب يكبر وقاره
زبن الدخيل وريف من لاذ بحماه
سقم الحريب وعز ضيفه وجاره
أما زوجها فهو «شاعر القرن» الأمير سعود بن محمد بن عبدالعزيز بن سعود بن فيصل بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود - رحمه الله- وهو أشهر من «نار على علم» في المروءة والشهامة ورمز في محبة الناس المتبادلة في الله والتواضع ولين الجانب، قال الشاعر عبدالرحمن العطاوي في وصف المواقف الكبيرة لسموه - رحمه الله-:
حرٍ إلى منه شهر مخلبه صاد
شتوه وقيضه ما فدر من هداده
كلٍ شهد له بالوفاء جمع وافراد
بالجود له في كل مجلس شهاده
ترفع له البيضا على روس الأشهاد
اللِّي يفك الملتجي من قياده
ومنها قوله:
اللِّي تنصّاه المحاويج ورّاد
وكل يصدّر قاضياً له مراده
ما هيب مرّه كل من عاد له عاد
الله يعين سعود ما أعظم جهاده
ووالدته هي الأميرة منيرة بنت عبدالرحمن شقيقة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - لذا فإن الأميرة موضي بنت محمد بن سعود - رحمها الله- نالت من صفات رموز الرجال من والدها، وزوجها - رحمهما الله - ما جعل لفقدها أصداءً مؤثرة حزينة - شعراً ونثراً - بحجم حب المنصفين لمواقفها الكبيرة في حياتها - رحمها الله - يقول ابنها الشاعر الكبير الأمير عبدالعزيز بن سعود بن محمد في مرثيته المؤثرة:
في شهر ذي الحجة وفي يوم الاثنين
الله يصبرنا على ما بلانا
حل الفراق وحوّلت دمعة العين
نكف دمعٍ من فراقك غشانا
يا أم التقى والطهر والخير والدين
الله يجبر في مقامك عزانا
يا أم اليتامى والضعوف المساكين
بكوا عليك وزاد معهم أبكانا
لو كان لصدوف الليالي عناوين
عنوانها حزنٍ يعتّم سمانا
أم الجميع الله على فقدك يعين
«موضي» وكنتي بعد ربي رجانا
لكن على ما صابنا فيك راضين
وندعي عسى المعبود يقبل دعانا
عساك في جنة ورود ورياحين
في جنةٍ عرض أرضنا مع سمانا
وتقول الشاعرة (فتاة نجد):
الجود والإحسان بأعظم مزاياه
فقيدته ما فيه أحد ما بكاها
ودمع القلوب اللي على الوجه شفناه
أكبر دليل إن «موضي» الله عطاها
محبةٍ من رب الأرباب مهداه
وسيرة عظيمة ما يحدّد مداها
وأنا أشهد إن كريمة الوجه والجاه
ما قبلها ولا بَعَدها سواها
يبكي عليها كل من ذكرها جاه
من طيب بنت محمد ومن وفاها
وحوائج المحتاج وهموم شكواه
الله على يدين الكريمه قضاها
في موقفٍ «موضي» بعزّه مسمّاه
يلقى السعد طول الزمن من نصاها
ما قدّمت يَدها من الخير تلقاه
عند الله اللِّي ما يخيّب رجاها
الله يجازيها بطيّب عطاياه
ومن وابل الرحمة يطيّب ثراها
ويجعل لها دارٍ بجنته وارضاه
ويجبر جميع قلوبنا في عزاها
أسأل الله جلّت قدرته أن يتغمدها بواسع رحمته ومغفرته ويدخلها فسيح جناته، والعزاء للأسرة المالكة الكريمة، وأبنائها: سمو الأمير بندر بن سعود بن محمد، وسمو الأمير عبدالعزيز بن سعود بن محمد، وسمو الأمير سلطان بن سعود بن محمد، وسمو الأمير عبدالله بن سعود بن محمد.