عثمان بن حمد أباالخيل
الغضب في الحقيقة شعور إنساني طبيعي مثل الخوف والرهاب، لكن الغضب حينما يخرج عن السيطرة ويتحول إلى مشاعر مدمرة، فقد يقود إلى مشاكل عديدة لا حصر لها ومشاكل ربما تعيش معك طوال العمر ولا يمكنك التخلص منها، الإنسان حين يغضب هل هو يرضي العقل أم القلب؟ في الواقع هو يرضي تلك المشاعر السلبية التي العابرة التي يمكن دفنها في حينها إذا استطاع أن يتعلم مهارة تفريغ الغضب وتنظيف الروح والعقل من المشاعر السلبية, من أساسيات الحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية والتمتع بالحياة. للأسف الإنسان حين يغضب فإنه لا يرى ولا يسمع ولا يحس. وعندما يفيق من تأثير تلك الحالة يدرك بأنه قد أتى بسلوكيات غريبة وأفعال عنيفة يندم عليها. جميل جداً أن يعيش الإنسان حالة الاتزان الانفعالي الهادئ الرزين الثابت، المنضبط، غير العدواني، المتفائل. «من غضب منك ولم يفعل فيك شراً، اختره صاحباً لك، فالغضب يفضح طينة البشر» - علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
القرار الانفعالي والرأي الانفعالي والحديث الانفعالي وردة الفعل الانفعالية والوعد الانفعالي والجواب الانفعالي والتهجم الانفعالي جميعها أبواب من أبواب الندم، العقلانية والحكمة في المعقول وغير المعقول هي السبيل في الوصول إلى الهدف الذي يرضي النفس ولا يؤذي أحداً من الناس. اقتبس (إذا تم العقل نقص الكلام) الصحابي علي بن طالب -رضي الله عنه-. جميل وجميل جداً أن يأخذ في الحسبان الواقع وظروف الواقع ولا يتخطى حدود الواقع الذي قد يأخذه إلى واقع آخر ليس واقعه فيقع في عالم المجهول حين تترك أيها الإنسان العنان للغضب. من تجاربي الشخصية حين أغضب التزم الصمت وأغير مكان جلوسي وأتنفس بهدوء وأتمالك أعصابي ولا أتركها تلعب بي كيف تشاء. كذلك أدوِّن ما يغضبني وفي اليوم التالي أرى أني بالغت فأقوم بتمزيق ما كتبت وأبعد الندم عن عقلي وقلبي.
ديننا الإسلامي حثنا على عدم الغضب عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: (لا تغضب) فردد مراراً قال: (لا تغضب) رواه البخاري.
قال الإمام ابن قتيبة: الغضب غول الحلم. وكان يقال: وإياك وعزة الغضب فإنها مسيرتك إلى ذل الاعتذار، الاعتذار هو علاج الغضب لكنه في بعض الأوقات والحالات علاج غير فعال. وأنت في قمة الغضب لا تتخذ قرارات وأنت في قمة السعادة لا تعطي وعوداً، الغضب والسعادة ليسا الوقت المناسب لاتخاذ القرارات فالعقل والقلب والمشاعر تحت تأثير الموقف. إدارة الغضب لا تقل أبداً على إدارة المشاعر والأحاسيس والأزمات والمشاكل، عدم إدارة الغضب يؤدي إلى تدمير العلاقات الاجتماعية ويؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية ويمكن أن يؤدي إلى ارتكاب حماقات لا تحمد عقباها.
همسة:
(عند الغضب تزداد ضربات القلب ويرتفع التنفس وتنقبض العضلات، ويرتفع ضغط الدم فلماذا تعرض نفسك للخطر وأنت قادر على السيطرة عليها).