شروق سعد العبدان
لايوجد شيء في هذا العُمر من اختياري ..
مضت السنوات خلف بعضها البعض تجري وتقفز دون أن يستشيروني هل أنا مستعدة لهذه المرحلة أم لا .. تدافع الجميع للمستقبل وأنا حائرة مكاني .
دُفعت عند العتبة في مرحلة لا أعرف كيف عليّ أن أكون بها ..
جُدلت الأقدار كما أراد الله ومضيت علني بهذا المضيّ المكره أن أُفلح في طريقي ..
لم يسألني أحد عن شعوري .
لم يقل لي أحد ماذا تريدين .
أقبح ما يمر على المرء في حياته انعدام كيانه .
أن يعيش للآخرين طوال الوقت وهو يستحق الحياة الرغيدة .
وأن يكبر كيفما يريد ويرغب ..
فتراه باحثاً بينهُ وبين نفسه عن ثمن يستحقه حتى ولو فاضت ثقته من مسامات جسده.
وأنا كنت مكتظة بهذا البحث عنك .
فأنت عندما تُقبل أشعرُ بأن الأرض عُلقت في السماء
والنجوم قلائد ..
وأن النور الذي كسا وجهك غُرف من النهار .
وعيناك شمس ..
تلون الأشياء وأنت تمرُ بها .
كان الليل معك عيداً ككعكةٍ قُطعت منها قطعة قمر .
كل الذين وجدوا أنصافهم وجدوها متأخرين .
لكنهم كانوا على يقين بأن هذا هو الوقت المناسب لهم..
لا شيء في هذا الكون يحدث من العبث كل ما نحن فيه خير لنا وأن تأخر ..
لقد أطبقتُ عليك نواجذي حتى سال تعلقك سيل اللعاب من فمي .
وتمسكت بك حتى تسربت في دمي ..
أتعتقد بأن التمسك بلا ثمن ؟
لكن لذة الوصول تنسينا تعب الطريق ..
والوصول لشخص لبثت كل حياتك تبحث عنه
إنجاز في حق ذاتك ..
أول شيء يموت بك وقتما تجده وحدتك ويحيا بدلاً عنها خوفك ..
فتبدأ بوضع أساسيات عمرك الجديد الذي ابتدأ معه..
وتبدأ التنازلات والتغيرات التي تدخل طباعك دون أن تنتبه وأنت تريد ..
لقد نظرتُ في عمق عينك لأجدني وكان وجوداً مترفاً..
لقد فاض وجودي منك لم يعد داخلك يتسع .
لا يطلب الشخص لنفسه إلا أن يطمئن بأن لايُفرط به ولا يُبدل ..
ومن باب بأن تطمئن ..
فأنا لن أرخي قبضة نواجذي عليك حتى آخري.