أ.د.عثمان بن صالح العامر
بدعوة كريمة من سعادة رئيس مجلس أمناء مركز عبد الله بن إدريس الثقافي في الرياض الدكتور: زياد بن عبد الله الدريس، يُحتفى مساء هذا اليوم الثلاثاء 23 ذي الحجة 1444هـ بسعادة المهندس: عبد الله بن إبراهيم الرخيص بمناسبة إنجازه مشروع ترجمة مليون كلمة، وذلك في مركز فناء الأول الثقافي بالحي الدبلوماسي في العاصمة الرياض،، ويحضره جمع من أهل الاختصاص ورجال الأدب والفكر في المملكة.
لقد انبرى الرخيص لهذا المشروع وعكف عليه طوال سنوات جائحة كورونا وما تلاها من أعوام، حتى رأى النور منجزاً علمياً بامتياز، ويسجل لهذا المشروع:
- إنه يأتي انبثاقاً من اهتمام قيادتنا الحكيمة باللغة العربية، وفي الوقت ذاته حرصها الشديد على مواكبة الجديد في مختلف ميادين العلم والمعرفة، وهذا ما أكد عليه مولاي خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في أكثر من مناسبة.
- إن هذا المشروع يتناغم وينسجم ويتسق مع أهداف رؤية المملكة 2030 التي تؤكد على أهمية تعزيز مضامين الهوية الوطنية، واللغة العربية أحد الركائز المهمة في بناء وتشكل هويتنا الذاتية، فضلاً عن أنه يصب في خدمة مبادرات ومشاريع وخطط الرؤية الشمولية للمملكة العربية السعودية بشكل مباشر.
- إن هذا المشروع يشارك غيره من مشاريعنا الوطنية في تعزيز عالمية اللغة العربية، ويسهم بشكل فعال في ردم الهوة بين قوة التواجد الاقتصادي والسياسي السعودي من جهة، وضعف الحضور الفعلي للمكون اللغوي من جهة أخرى، والذي يعد مؤشراً من مؤشرات القوة العالمية الناعمة، وهذا ما أكد عليه صراحة وزير الخارجية سمو الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، (نريد العالم أن يسمعنا بلغتنا لا أن نترجم أنفسنا لهم، واللغة العربية من وجهة نظري هي أجمل اللغات وتستحق أن ننشرها).
- الشمولية في المشروع.. إذ تضمن كلمات تخصصية في أبواب التنمية أجمع، ومجالات المعارف المختلفة، الطبية منها والهندسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والسياسية والفكرية والحوكمة والتقنية المتقدمة، وقد تجاوزت الكتب والمقالات التي ترجمها الرخيص أكثر من أربعمائة موضوع، بمعدل 1500 كلمة يومياً، أي ما يوازي ست صفحات في اليوم الواحد.
- الموثوقية.. إذا حرص الرخيص على المرجعية العلمية المعتمدة عالمياً فكانت مصادره المعتمدة في الترجمة: (الجامعات، ومراكز البحوث والدراسات المتخصصة، والمنظمات والمؤسسات الدولية، والصحف العالمية التي تحظى بدرجة عالية من المصداقية الإعلامية).
- المعيارية.. إذ وضع المترجم لنفسه معايير دقيقة وصارمة التزم بها في ترجمة هذا الكم الهائل من المصطلحات، حرصاً منه على العلمية والمنهجية في منجزه المليوني.
- الدخول في مضمار التنافسية الثقافية وكسر الاحتكار اللغوي من خلال أحادية الثقافة فيما يسمى بعصر العولمة أو الأمركة الذي نحياه حتى الساعة.
- الكثرة.. فالوصول إلى المليون كلمة ليس بالأمر الهين، وفي مختلف الميادين الإنسانية.
- السرعة في الإنجاز.. إذ إن من الإشكاليات التي تعد من بين معوقات الدخول في مضمار السباق العلمي العالمي تأخر الترجمة إلى العربية في ظل التسارع العلمي المهول.
- فضلاً عن أن هذا المشروع مبادرة شخصية عكف عليها سعادة المهندس عبد الله الرخيص لإيمانه بأهمية الترجمة في عالمنا المعاصر، ولشعوره بواجبه الوطني إزاء مسارات التنمية المختلفة، ولقناعته بأهمية المحافظة على ركن الهوية الأساس (اللغة العربية)، وحتى يجد المتخصص بغيته حين ينشد دلالة مصطلحات علم ما، فالشكر لصاحب المشروع الريادي المتميز، والشكر موصول لمركز عبد الله بن إدريس الثقافي في الرياض ممثل برئيس مجلس الأمناء الدكتور: زياد بن عبد الله الدريس. ولعل هذه المبادرة تكون الأنموذج الذي يأخذ به كل مجيد للغة عالمية حية حتى نصبح بحق خداماً للغة العربية سواء أكان ذلك من خلال مراكز بحثية علمية متخصصة أو مبادرة شخصية فردية، تجتمع هذه الجهود النوعية المهمة تحت مظلة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية. دمتم بخير، وإلى لقاء، والسلام.