د.عبدالعزيز الجار الله
نتج عن اجتياح مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية الفلسطينية المحتلة، يوم الاثنين الماضي 3 يوليو تموز 2023، عبر توغَّلَ الجيش الإسرائيلي داخل المخيم - نتج - عنه:
استشهاد 12 فلسطينيا، وتجاوزت أعداد الجرحى 100 جريح، واعتقال حوالي 120 من الشباب الفلسطيني، ونحو 450 منزلا ومنشأة تضررت جراء الهجوم الإسرائيلي لساعات، قد تصل تكاليف إعادة الإعمار غير النهائية إلى أكثر من 12 مليون دولار. وأكثر من 3000 من العائلات قد هجروا من المخيم، صورة تذكر بالتهجير الجماعي الذي تعرض له الشعب الفلسطيني عام 1948، كما تضررت المدارس والمستشفيات، وشبكات المياه والكهرباء، ومُنع المحتاجون من الحصول على الرعاية الأساسية والإغاثة والعلاج والدواء إضافة إلى تجريف الطرقات والاشجار وتدمير البنية التحتية في الشوارع التي مروا من حولها وهي من السياسات التي تجري عبر ايجاد شوارع واسعة تمكنهم من الدخول بسرعة إلى عمق المخيم، أيضا عزله عن مدينة جنين، من أجل حصاره تماما وتطويقه.
هذه العملية تمت مع بداية الفجر معركة (بأس جنين) كما أطلقت عليها المقاومة الفلسطينية، وهي العملية العسكرية التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بكل قواته البرية والجوية، وقال عنها أنها سياسة جديدة سيتبعها مع الفلسطينيين، عمليات الساعات واليوم الواحد، بأن يجعل المدن والمخيمات في الضفة الغربية مستباحة دائما للجيش الإسرائيلي لاحتلال مساحات جديدة باعتبارها طرقا أمنية لعزل النواحي والمخيمات عن بعضها.
يقابله تحول عربي جديد ومضاد هو ما أعلنته وكالات الأنباء ووسائل الإعلام الجمعة الماضي عن دعم مالي عربي لإعادة إعمار مخيم جنين للاجئين بقيمة 45 مليون دولار.
لصالح إعادة إعمار ما دمره الهجوم الإسرائيلي الأخير على مدينة جنين ومخيمها بالتنسيق مع الأمم المتحدة، وهي خطوة جديدة لم يعتدها العالم العربي الذي تعود من الغرب التأييد المطلق للعمليات الإسرائيلية تحت ذريعة الدفاع عن النفس، ثم التراخي في وقف الحرب حتى تستكمل إسرائيل أهداف عدوانها التي تقول عنها بنك الأهداف، كذلك يؤيد ويمنع الغرب أي مساعدة للإعمار بهدف تأكيد معاقبة الفلسطينيين، بل تزيد إسرائيل من حصارها بتأييد من أمريكا والدول الأوروبية، لكن في يوليو جنين الامم المتحدة بادرت سريعا بتحسين أوضاع مخيم جنين، لمعالجة ممارسات القتل، والحرق، والمحو، والإبادة الجماعية».
وفي بادرة عربية جديدة أيضا قدمت الدول العربية الدعم السياسي في المحافل الدولية الرسمية، والشعبية في الإنترنت والإعلام العربي، لتمكين الشعب الفلسطيني من الدفاع عن قضيته، باعتبارها قضية العرب الأولى، وحماية المقدسات الإسلامية في فلسطين.