تصدق المدينِ قبل وفائه بدينِه
* إذا رأى مَن عليه دَيْنٌ حاجةَ الأمةِ إلى الصدقة في بعضِ الظروفِ الصعبةِ، كالمجاعات، والكوارث، فهل يجوز له التَصَدُّقُ قبل الوفاء بدَيْنه؛ للحصول على الأجر؟
* الأصل أن يسعى في إبراءِ ذمَّتِه من هذا الدين، ولو مات لصارتْ ذمتُه مرهونةً بهذا الدَّين، وإذا كانت الشهادةُ تُكفِّر كلَّ شيء إلا الدَّين، والنبي -عليه الصلاة والسلام- قُدِّم له المدين بثلاثة دراهم فقال: «صلوا على صاحبكم» [البخاري: 2289]، مما يدل على لتشديد في هذا الباب وهذا الشأن، فعليه أن يسعى لإبراء ذمته قَبْل؛ لأن ما في يده مستحقٌ لدائنه، ليس له في حقيقته، نعم، إذا وَجد شخصًا تُنازعُه نفسُه ويكاد أن يموت عطشًا أو جوعًا فمثل هذا إنقاذُه ضرورة، فيُقدَّم على غيرِه، أما الصدقة فلا يجوز أن يتصدق الإنسان وهو مَدين إلا بعد أن يوفِّي دينَه، وشيخُ الإسلام يرى أن الصدقةَ بالشيء اليسير الذي اعتاده الناس كأن وجد فقيرًا فأعطاه مبلغًا يسيرًا كريالٍ أو خمسةٍ أو عشرةٍ، والديون ألوف، يرى أنه لا مانع منه؛ لأن الناس يتعافون في مثل هذا ولا يُشددون فيه، حتى الدائن لو رآك تتصدق بهذا المبلغ ما ثرَّب عليك ولا طالبك به.
* * *
الرقية بكتابة الآيات بالزعفران وإذابتها في الماء
* هل كتابةُ آيات من القرآن بالزعفران وإذابتُها في الماء وإعطاؤها المريض؛ ليشربها يُعد نوعًا من أنواع الرقية المشروعة؟
* المشروع في الرقية أن يَنفثَ الراقي على المريضِ مباشرة، وجاء عن عائشة -رضي الله عنها- أنها نَفثتْ في الماء وسقتْه المريض، والكتابة في الأوراق مادامت المسألةُ ليستْ بتعليقٍ وإنما هي لتختلطَ بالماء ثم يُشرب، فالذي يظهر أنه لا بأس به -إن شاء الله تعالى-، كالرقيةِ والنفثِ في الماء.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ الدكتور/ عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء سابقاً