سلطان مصلح مسلط الحارثي
أظن وأغلب الظن صائب، لو سألت أغلب الجمهور الهلالي عن رأيه في أفضل خمسة مدربين مروا على فريق الهلال خلال العقدين الأخيرين، لذكروا من بين الأسماء المدرب البرتغالي السيد جورجي خيسوس، الذي قاد فريق الهلال قبل أربعة مواسم، وتحديداً في موسم 2018- 2019، وقدم كرة قدم جميلة جداً، سواء على مستوى الأداء داخل الملعب، أو على مستوى النتائج، إذ استطاع الانتصار في 20 مباراة من أصل 25 مباراة، وتعادل في 4 وخسر واحدة، بينما سجل 65 هدفاً واستقبل 21.
أرقام كبيرة، حققها المدرب البرتغالي الكبير مع فريق الهلال، بعد أن فرض شخصيته، وفرض الانضباطية على جميع اللاعبين، قبل أن يُقال من منصبه، ليثور جمهور الهلال على تلك الإقالة التي لم يكن لها أسباب مقنعة نهائياً، ليخرج الهلال من ذلك الموسم خالي الوفاض، بعد أن كان متصدراً للدوري، ومنافساً على جميع البطولات!
اليوم، وبعد مرور أربعة مواسم على الإقالة المضحكة، تفاجئ إدارة الهلال الجميع بالتعاقد مع خيسوس كمدرب لفريق الهلال خلال الموسم المقبل، وهذا الخبر على المستوى الشخصي أسعدني كرياضي محب للرياضة السعودية، كون السيد خيسوس يعتبر من أعظم المدربين الذين مروا على تاريخ كرة القدم السعودية وليس الهلال فقط، وعودته مجدداً لقيادة الزعيم، تعتبر صفقة مميزة وتحسب لإدارة ابن نافل.
صحيح أن خيسوس لم يكمل مرحلته السابقة مع فريق الهلال، وربما البعض لا يستطيع الحكم على تجربته، ولكن المطلع على أدق التفاصيل، يعلم أن خيسوس قدم فريقاً جباراً على مستوى «التكتيك والانضباط»، وقد حقق بهما نتائج مبهرة، سواء مع فريق الهلال أم مع الفرق التي دربها.
أمران مهمان في شخصية خيسوس، يميزانه عن جلّ المدربين، ويجعلانه واحداً من المدربين الكبار، أولهما «قوة الشخصية»، حيث لا يمكن لأي لاعب مهما كان اسمه، ومهما يملك من جماهيرية، أن يسيطر على الفريق أو تكون له كلمة، وهذا ما كان يفتقده الهلال خلال الموسم الماضي بقيادة الأرجنتيني دياز المدرب الكبير تكتيكياً وصاحب الشخصية الهادئة، وثاني ميزة في خيسوس، هي «الانضباط»، فالبرتغالي الكبير لا يقبل اللاعب غير المنضبط، ولا يقبل اللاعب الذي لا يملك العقلية الاحترافية، وهذه النقطة لو استمر خيسوس مع فريق الهلال، سيكون لها أثر كبير على اللاعب السعودي والهلالي تحديداً، وسيخرج لنا جيل جديد يعي معنى الاحتراف الكروي بشكله الصحيح والسليم.
خيسوس اليوم مطلوب منه صنع هلال مميز، يستطيع اكتساح الجميع كعادته، وعلى الرغم من أن الموسم المقبل ستكون المنافسة فيه شرسة للغاية بحسب تعاقدات الأندية مع نجوم كبار، إلا أن ثقة المشجع الهلالي في خيسوس كبيرة، ولكن هناك أمراً مهماً جداً، ويجب أن يدركه المدرب البرتغالي، ألا وهو كبر سن بعض اللاعبين المحليين المؤثرين، حيث يفترض الإحلال في مراكزهم، خاصة أن هناك لاعبين شباباً ينتظرون الفرصة على أحر من الجمر، وإن كنا في المسابقات المحلية لا نحتاج للاعبين محليين كثر، بحكم تواجد 8 لاعبين أجانب، إلا أن اللعب في دوري أبطال آسيا سيجبرك على التنازل عن بعض اللاعبين الأجانب، وهذا يتطلب من خيسوس تجهيز اللاعب المحلي، ليحل محل الأجنبي في المسابقة القارية التي تأتي من ضمن الأولويات الهلالية.
تحت السطر:
_ خيسوس الذي غادر الهلال بعد إقالته، لم يتوجه للخليج كعادة بعض المدربين الذي يأتون للمنطقة الخليجية ويتنقلون بين أنديتها، بل اتجه مباشرة لواحد من أعظم الفرق البرازيلية، حيث قاد فريق فلامنجو، الذي حقق معه ست بطولات، من ضمنها بطولة الدوري البرازيلي التي غاب عنها فلامنجو لمدة تسع سنوات، ولعب بقيادته في كأس العالم للأندية 2019، وحقق الوصافة العالمية، كما قاد فريق بنفيكا البرتغالي، وحقق معه أرقاماً جيدة، ليقود -مؤخراً- فريق فنربخشة التركي، وهذا يعطينا انطباعاً عن قيمة المدرب البرتغالي الذي لا يزال يملك الشغف لتحقيق المزيد من الإنجازات مع الفرق الكبيرة.
_ عدم تحرك اتحاد الكرة في جانب تغيير بعض اللجان أمر محيّر، فالموسم الرياضي انتهى منذ شهرين، والموسم المقبل على وشك أن يبدأ، وهناك لجان تستحق أن تُبعد بشكل نهائي، بحكم أنها قدمت عملاً عشوائياً، لا يمكن القبول به، ويأتي على رأس القائمة لجنة الحكام ودائرة التحكيم، فاللجنة والدائرة بقيادة مانويل وفرهادي، فشلت في عملها، ويفترض أن يتم حلها، واستبدال جميع الأعضاء الموجودين فيها، هذا إن أراد اتحاد الكرة العمل بشكل محترف، ومجاراة النهضة الكروية التي تعيشها الرياضة السعودية، أما الاستمرار على نفس الأسماء، فهذا يعني استمرار الفشل، وتكرار أخطاء سابقة.
_ لجنة الحكام اشتكت منها عدة أندية خلال الموسم الماضي، وأثبتت الأحداث أنها غير جديرة بالاستمرار، فلماذا يصر على اتحاد الكرة على استمرارها؟!