د.عبدالعزيز الجار الله

أشرت في المقال السابق 5 يوليو 2023 إلى أن مشعر عرفات من الأماكن المقدسة يضم:

- أماكن السيرة النبوية، ومنها المسار الذي سلكه النبي العظيم من عرفات إلى مزدلفة ومنى ثم الحرم المكي.

- مسجد (نمرة) الذي يعد من أهم المساجد التي تشرف عليها وزارة الشؤون الإسلامية ويبقى مغلقا طول العام إلا يوم الوقفة.

- جبل الرحمة (عرفة).

- وادي عرنة.

- عين زبيدة التاريخية.

- بيئة عرفة الصحراوية.

- جبال مكة العظيمة.

جغرافية المشاعر غنية بالمعالم الطبوغرافية والتضاريس المتنوعة من أبرزها الجبال والأودية الواقعة في نهايات مرتفعات السروات مع التقائها مع بدايات تشكل مرتفعات الحجاز، والمتدرجة من الشرق من جبال الطائف مروراً مع منخفضات عرفات بإتجاه الجنوب الغربي إلى المسجد الحرام والبحر الأحمر.

جبل عَرفة تقع على الطَريق بين مكة المكرمة والطائف، تبعُد عن: مكة حوالي 22 كيلو مترا، وعلى بُعد 10 كم من مشعر منى، 6 كم من مزدلفة. وبالتالي تتكون أمامنا بيئة جغرافية متباينة تجمع معالم على النحو الآتي:

- الجبال: من عرفات إلى مزدلفة هي جبل نمرة، جبل الشعرة، جبل المريخية، وجبل الأخشبين، وشماله جبل خشرب، وجبل الأحدب، وخلفهما جبل أسلع المطل على (المغمس) من الناحية الغربية، وجبل أسلع من المواقع الأثرية بها كتابات إسلامية قد تعود للقرن الثاني الهجري، وجبل الطارقي، وجبل الودية، ثم مشعر منى تحيط به جبل ثبير، وجبل القوسي وجبل ثور، وجبل النور، حتى الحرم المكي.

- الأودية: تتشكل منطقة عرفات ومحيطها من أودية عدة تجري بمحاذاة عرفات ونواحيها منها: وادي عرنة، ووادي وصيق، ووادي الحرمان، إضافة إلى وادي المغمس الذي يطلق عليه في الوقت الحاضر اسم الوادي الأخضر، يحاذي مشعر عرفة من شمالها الشرقي، ويخترق أرض المغمس وادي عرنة، ووادي وجبال نعمان الذي يعد من أكبر أودية مكة المكرمة فهو يقع ما بين مدينة مكة المكرمة ومدينة الطائف.

هذا التشكل من تضاريس مشعر عرفة وأيضا مزدلفة ومنى، معالم طبيعية جاذبة للمسلمين، وبخاصة جبال مكة العظيمة والسهوب والهضاب والأودية الجافة التي تتحول بعد الأمطار إلى أنهار، وبيئة صحراوية لها جمالها الجاذب، إلى جانب أنها أماكن أرتبطت بذكرى عطرة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام والذي يعيد ذاكرة زمن الصحابة والتابعين وتاريخنا الإسلامي، لذا فهي أخصب الموضوعات التي يحتاجها الزائر، ويرغب في الاطلاع عليها ضمن مشروع استثماري تتولاه شركات متخصصة بالرحلات والزيارات، يقضي فيها الزائر أيامًا أو ساعات عبر القطار، أو الباصات في جولة شاملة عبر ممرات علوية وبطون الأودية، مع برامج تثقيفية عن مناسك الحج والمعلومات التاريخية.