صالح الخليفة
أتحدث عن أعمال بعض الفنانين الشباب وتجربتهم في الرسم في هذه الحقبة، والتي لم تكن موجودة قبل الإنترنت إلا في نطاق محدود ومختلف إلى حدٍّ ما عن الآن. والشباب يتأثرون أكثر فيما يطرح على الشبكة العنكبوتية وفي الغالب دون مصادر موثوقة.
والمقاطع التي تطرح عبر اليوتيوب كالتدريب والدروس قد تكون صحيحة ومثالية وحسب حقيبة تدريبية علمية. وقد تكون خاطئة وبدون حقيبة تدريبية وحسب طريقته وأسلوبه الشخصي.
والإنترنت أعطاهم فرصة ومجالاً واسعاً للانتشار.
وخلال ما أشاهده عبر قنوات التواصل الاجتماعية من بعض أعمالهم الفنية ورسوماتهم خصوصاً بقلم الرصاص وتكاد تكون ظاهرة مشتركة بالذات البروتريه والخيول. ليست مثالية وممتعة إنما آلية جامدة بسبب طريقتهم في الرسم.
والهدف النقل المتقن للواقع عالية الإتقان بالنقل. لكن ليس كما عهدنا من خلال الاسكتشات والتخطيط المبدئي أكثر من تجربة إلى أن تخرج اللوحة بصورة صحيحة وهذا أمر طبيعي بالنسبة للنقل من الواقع من خلال النقل من العناصر المستهدفة ودراسة جميع الجوانب من خطوط وخط خارجي (الخط الكانتوري) وظل ونور وبعدها تقنيات اللون. وبالطريقة الأكاديمية كما يتعلمها طلاب الأكاديميات في الفنون الجميلة والتطبيقية.
لكن طريقتهم بأن يضع شبكة مربعات ويرسم الشخصية والثغرة هنا لا نشاهد من بعضهم كيف خطط الشخصية كتخطيط أولي من خلال الشبكة. وبعدها يبدأ بالتلوين كل مربع على حده إلى أن ينهي المربع الصغير من الشبكة بالكامل بالظل والنور والتلوين. وبقية المربعات فارغة حتى من اللون الأساس. ثم يبدأ بالمربع الآخر إلى أن تنتهي كما في الطابعة المرتبط بالحاسوب.
الرسم متاح للجميع وبالطريقة التي تناسبهم ويختارونها وحسب قدراتهم، ومن حق أي رسام أن يرسم بالطريقة التي يراها.
لكن الرسم بهذه الطريقة ومن وجهة نظري مثل جهاز الطابعة، رسم آلي بدون حس أو روح وبذلك يفقد متعة الرسم الحقيقية. حتى بهذه الطريقة لم يصل لدرجة رسام فما بالك بمصطلح فنان والتي هي أعلى مرحلة.
ومن طرقهم أن يرسم البروتريه مجتزءاً من الجهة العلوية من حد الرأس والجبهة.
ونماذجهم دائماً غربية وعيون زرقاء وشعر أشقر. وإذا نقلها من دروس للرسم المفترض تكون من نتائج التدريب ولا ينشرها على أنها عمل فني له.
ووجدت البعض وهم قلة من يستخدم تقنيات التصميم والفوتوشب بنقل عمل فني أو صورة فوتوغرافية وتحويلها إلى لوحة تشكيلية عبر طباعتها على قماش كانفس ووضع بعض الألوان عليها ليظهر لنا أنها لوحة تشكيلية من جهده وعمله اليدوي.
والإشكال الكبير هو لدى المتلقي ومتذوق الفن التشكيلي والمقتني عندما يرى أن هذا هو الفن عندنا، خصوصاً أن هؤلاء الشباب الذين ليس لديهم سوى هذه الطريقة لديهم حسابات بقنوات التواصل ومتابعون كثر.
من وجهة نظري أنصح بترك هذه الطريقة التي تجعلك مقيداً، وأكثر من التخطيط اليوم بالأقلام والاسكتشات فهو المعلم الحقيقي للفنان. وتصل إلى مستوى أن تكون فناناً تشكيلياً لك أسلوبك الخاص والمميز.