عثمان أبوبكر مالي
مطلع الأسبوع الحالي بدأ (رسمياً) في الاتحاد السعودي لكرة القدم فترة تسجيل اللاعبين المحترفين الأولى في (دوري روشن) (الميركاتو الصيفي) والذي سيستمر حتى السابع من شهر سبتمبر القادم، ولأول مرة في الدوري السعودي تنهي عدداً من الفرق (وتحديداً فرق التخصيص الرياضي) إبرام عقود نوعية وعملية ضخمة مع لاعبين أجانب دوليين ومن لاعبي الصف الأول في العالم قبل موعد بداية فترة التسجيل، فيتم التعاقد مع عدد من اللاعبين العالميين (دفعة واحدة) يدخلون لأول مرة الأندية السعودية ويرتدون قمصانها، وجميعهم يعدون نجوم شباك في أهم وأقوى الدوريات العالمية، وتحديداً دوريات الصف الأول (الدوري الإنجليزي والإسباني والألماني والإيطالي والبرازيلي والفرنسي) وما يليها من دوريات الصف الثاني مثل الدوري الاسكتلندي (والبقية تأتي).
لقد دخلت الفرق الأربعة التي استحوذ عليها (صندوق الاستثمارات السعودي) في سباق محموم نحو استقطاب الأسماء الكبيرة، وارتفع كثيراً جداً - وبشكل غير مسبوق - سقف الطموح لدى المشجع الرياضي في الأندية الكبيرة، سواء من حيث المقترحات التي تطرح أو الأماني التي تقدم أو الرغبات التي تظهر، وكشف ذلك عن وعي كبير للمشجع السعودي وثقافة المتابعة الجيدة والدقيقة للدوريات واللاعبين العالميين النجوم، وسينعكس ذلك حتماً على الحضور الجماهيري في مدرجات ملاعبنا في دوري هذا الموسم وفي جميع المباريات بشكل غير مسبوق، ولن يقتصر الحضور على جماهير الفريقين المتبارين فقط، أو الفريق الجماهيري وحده، كما كان الأمر في الفترة السابقة، ويحتم ذلك على الجهات المنظمة والمسؤولة عن المباريات أن يكون لها (حضور مختلف) وتنظيم يواكب الكثافة الجماهيرية التي ستندفع لمشاهدة أغلب المباريات إن لم يكن جميعها، ويقع في هذا الصدد على عاتق الاتحاد السعودي لكرة القدم مسؤولية كبيرة (مضاعفة) عن ما هو مطلوب منه لمواكبة التحول الكبير في الفرق والمباريات والدوري، وفي كل ما هو معلق به قبل المباريات وأثناءها، في التنظيم وفي جدولة المباريات وفي الملاعب وما يقدم فيها من خدمات واحتياجات.
التطلعات كبيرة جداً في أن يكون هناك (عمل مختلف) من الاتحاد السعودي لكرة القدم، يجاري التحول الكبيرة والطفرة القادمة، خاصة في أمور دقيقة تم في السابق تجاهلها أو التساهل فيها وعدم إعطائها الأهمية المطلوبة، مثل جدولة المباريات وإقامة أكثر من مباراة جماهيرية في وقت واحد، بالإضافة إلى توقيت إقامة المباريات، وعدم مراعاة مواعيد انطلاقتها، مع ضرورة الاهتمام بموضوع بيع تذاكر المباريات وعمليات دخول الملاعب لتكون أكثر تنظيماً ومرونة وأكثر دقة في وصول المشجع إلى مقعده سريعاً وبسهولة، كما يحصل في الدوريات الكبيرة والملاعب العالمية، لن يكون لائقاً أن تتطور مباريات الدوري السعودي (حتى قبل انطلاقتها) وهي التي سيركض فيها ويتصدرها أسماء كبيرة و نجوم شباك عالميون؛ وتبقى الملاعب والمدرجات بوضعها البدائي قبل مرحلة التحول التاريخي وفي أول مواسمه.
هناك إجماع على أن دورينا سيكون مختلفاً ومتغيراً بنسبة (180) درجة، لكن هناك مخاوف من التعامل الإداري والفني وهل سيواكب هذا الاختلاف وتغييراته الكبيرة، في تسويقه ومشاهداته التي حتما ستزداد أضعافاً مضاعفة؟ سؤال موجه للاتحاد السعودي لكرة القدم، فهل يسمعنا (فريق المسحل) صوته في هذا الصدد؟
كلام مشفر
«حتى الآن لم نر تفاعلاً أو حراكاً من الاتحاد السعودي لكرة القدم، يظهر خطوات مختلفة من أجل مواكبة التحول الكبير ومرحلة الاختلاف الكبير والجذري في الدوري السعودي، لا من حيث اللجان ولا المكاتب ولا الملاعب ولا مدرجاتها والمنظمون لها ولا التذاكر وتسويقها (وأسواقها) أو الجهات التي ستتعامل معها الجماهير، سواء عبر البوابات الإلكترونية أو التقليدية.
«الأمر لا يختلف بالنسبة للنقل التلفزيوني (المهم جداً) للمباريات والمفترض، بل المنتظر أن يكون بشكل مختلف أكثر تطوراً واحترافية، ومع كل الاحترام للقناة الناقلة للدوري (حصرياً) وكل التقدير لجهودها وطواقمها إلا أن النقل المباشر للمباريات (المواسم الماضية) أقل ما يقال عنه إنه دون المستوى في جودة الصورة والنقل والإخراج وكافة الأمور الفنية.
« ونتطلع أيضاً إلى أن يواكب التعليق الرياضي على المباريات نقل فني أكثر جودة، ولا عيب في الاستعانة بمعلقين (عالميين) يواكبون عالمية الركض على المستطيل الأخضر في المعلومات والمتابعة والخبرة الميدانية، ناهيك عن انتظار أن يكون هناك (تنوع) أكبر في القنوات التي تنقل المباريات (أو بعضها) لتشعل المنافسة وترتقي بالعمل وجودته.