احمد العجلان
في الطائرات يوجد شيء اسمه الصندوق الأسود، حيث يقوم هذا الصندوق بحفظ الأصوات والمحادثات، ليتسنى في حال -لا قدر الله- حدث مكروه، أن يعرف الآخرون ما حصل في مقصورة الطائرة، هذا الصندوق بفكرته وليس بتفاصيله، ليس حكرًا على الطائرات، بل إنه يوجد في جهات أخرى، منها جهات رياضية، فمثلاً نادي الهلال بسياسته الإعلامية، خصوصًا في وقت الأستاذ فهد بن نافل، عبارة عن صندوق أسود لا أحد يعلم ماذا يدور في النادي، وهنا لا أتحدث عن صفقات، أو إصابات، أو تكتيك مدرب وغيرها، فمن حق النادي أن يظهرها أو يخفيها كيفما يشاء، ولكني أتحدث عن حقوق النادي المهدرة، فلا إيضاحات، ولا تصريحات، ولا أي شيء يجعل المشجع يفهم ما يدور.
الوسط الرياضي السعودي شئنا أم أبينا، يتأثر بالضغوط الإعلامية والرأي العام، فقد صمت الهلال دهرًا، ولا يزال صامتاً، وسيستمر كذلك طالما الإدارة نفسها، ففي أندية أخرى أتى الحديث بأكله، وحصلت على حقها، وأحياناً أكثر منه، بينما صمت فهد بن نافل وإدارته جاء عكسيًا، فلم يعطِ القوة للمدافعين عن النادي، ولم يدافع هو بنفسه، سياسة الأستاذ الكبير خلقًا فهد بن نافل ظلمت حتى المركز الإعلامي للنادي بقيادة شباب مؤهلين وأكفاء، بقيادة هشام الكثيري، حيث أضعف من موقفهم، وأسقط أدواتهم، فلم يتحدثوا ولم يكتبوا البيانات الصحافية التي تحافظ على حقوق ناديهم، فقضية محمد كنو بكامل منعطفاتها كانت تتطلب حضوراً إعلامياً قوياً وتوضيحاً لوجهة نظر النادي، وحتى في ساعة الصفر لهذه القضية، ورفض (التدابير الوقتية)، واصل الهلال صمته، مما أفقد الزعيم أقل حقوقه، وليس حقوقه كامله، سياسة الوضع الصامت لن تكون مجديه في وسط ليس من الحكمة الصمت فيه!!