سالم بركات العرياني
في عالم السياسة المليء بالمؤامرات يعيش العالم كله على وقع الكلمات والسياسة لعبة الساسة والكلمة الأخيرة يكتبها المنتصر وحتى نصحو فلا بد أن نميز بين السياسة والحرب على الرغم من أن كليهما خدعة.
في الحب، المشاعر واضحة وصريحة أحياناً لا توصف بالكلمات خصوصاً لمن لا يتعاطى اللغة الإبداعية بشكل جميل أو creative writing حتى نستظل تحت لغته ونلمح صدق مشاعره ولذا علينا أن نتعلم قبل أن نحب فكل العشاق من سقراط إلى زرياب وبابلو نيرودا خورخي بورخس جميع هؤلاء العشاق أخلصوا في كتابتهم وأخذوا منحى جميلاً في شعرهم ولذا فهم مخلصون في حبهم.
لو سألنا أنفسنا متى يكون الحب الجميل وصمة عار.
كنت أنظر إلى هيجان البحر في تسونامي في خوف شديد فتارة يخيل إلي أن مشهد فيضان الماء في تسونامي وتحطيمه لكل ما هو حي هو مشهد من وحي الخيال ولكن كنت أتساءل من صاحب الفكرة ومن هو المخرج العبقري الذي نال شهادته من هوليود الذي صور هذا المشهد. كلنا بخير، الحمد لله طالما أننا نأخذ الحيطة والحذر ففي كل مساء علينا أن نمر بقارب صغير جداً ونجدف به في البحر حتى يهدأ البحر من روعنا وحتى نصل إلى نتيجة حتمية وهي أن تسونامي هذا ليس سوى عقاب رباني مسلط علينا نحن البشر الضعفاء ونحن لا نملك حيلة في دفعه أو تخفيف وقعه.
أتذكر أغنيات أمي وهي تهمس في أذني قبيل النوم بدقائق، هذه الأغنيات والأناشيد الصغيرة كانت تسبب لي الصداع فيثقل رأسي فجأة مستسلماً للنوم بلا شروط، المفكر يثقل رأسه بالأفكار والخمول يثقل رأسه بالنوم يقول معروف الرصافي:
يا قوم لا تتكلموا إن الكلام محرّم
ناموا ولا تستيقظوا ما فاز إلا النوّم
ما فاز إلا النوّم وهذا جميل ولكن لأني أحب القراءة حرمت النوم في الآوانة الأخيرة بسبب مطالعاتي لقصة (العجوز والبحر) للأديب الأمريكي إرنست هيمنجواي وهذه القصة الجميلة بالذات فازت بجائزة الصحفي الأمريكي بوليترز وبعدها فازت بجائزة نوبل في الأدب عام 1954م والقصة عبارة عن وصف لحياة عجوز اسمه سانتياغو يعيش في كوبا وبالتحديد في هافانا ومهنة هذا العجوز وصديقه الطفل هو صيد الأسماك فتارة يصطاد سمكة صغيرة وتارة يصطاد سمكة كبيرة تلقي به في البحر من على متن القارب ويظل في صراع مع هذه السمكة. القصة كما هو معروف ليست قصة حب فالحب الضائع هو الحب الذي يكون من أول نظرة وهو سهم جارح وله مخالب تتمكن من القلب ولكن الحب الجميل الحقيقي هو الذي لا يتغير بتغير الزمن كحب الوطن وحب الأهل وما إلى ذلك من أنواع الحب، شفانا الله وإياكم منها.