الإنسان كائن يتخلّقُ دائماً في مخاض المشاعر، وهي التي تمنحه تالياً صفته الإنسانية وماهيته وتشكلاته المسلكية وطريقته وأسلوبه في التعامل مع ذاته ومع الآخرين، وقد تفرض عليه أيضاً استيلاد تفسيرات وأحاسيس وأفكار وتصورات معينة حول ما يمرُّ به من تحولات وتبدلات ومواقف وعواطف.
الإنسان مخلوق بشري أبدع الله عز وجل في صنعه وهدايته، الإنسان مكون من الجسد والروح، وما بين إبداع الخالق من صنع الجسد بأنظمة العجيبة، وما بين الروح التي نفخت فيه من روح الله. الإنسان لديه المشاعر والأحاسيس، لأن الإنسان هو كتلة متكاملة من مشاعر السعادة، الخوف والحزن والفرح والترح والحب والكراهية، وبتواجد هذه المشاعر المختلفة المتنوعة في الإنسان تطلب إلى التوازن لصحة الإنسان جسديا ونفسيا.
يبحث الإنسان عن السلام الروحي المتمثل بالسعادة والحب والرضاء، فإنه قد يمر بمشاعر مختلفة في كل يوم من الأيام مثل الحزن والكراهية والخوف من المستقبل، والتي تعد أمرا بديهيا يتعرض له الإنسان في كل فترة من فترات حياته المختلفة، ولكن تبدأ المشكلة حينما تسيطر عليه المشاعر السلبية مثل الاكتئاب والابتعاد عن الناس، والخوف والحزن والكراهية.
هناك العديد من مشاعر الانسان والمشاعر المختلفة التي لها تأثير كبير على طريقة المعيشة والتفاعل مع الآخرين. تلعب العواطف والمشاعر دورًا كبيرًا في تحديد الطريقة التي نعيش بها حياتنا. بداية من التأثير على كيفية تفاعلنا مع الآخرين في حياتنا اليومية، من خلال فهم بعض الأنواع المختلفة من المشاعر، يمكنك اكتساب فهم أعمق لكيفية التعبير عن هذه المشاعر وتأثيرها على سلوكنا.
الإنسان عبارة عن نتاج أفكاره، المشاعر السلبية هي من الأسباب الرئيسية وراء كل مشاكل حياتنا. تتجرع الأفكار السلبية بشكل يومي كأنها جرعات من السم بطيء المفعول. الأفكار السلبية تكون جزءاً لا يتجزأ من شخصية الإنسان وكيانه، حيث إنها تجري وسط دمائه مثل المواد المخدرة.
هناك عوامل عديدة وأسباب متشابهة بظهور تلك المشاعر السلبية حيث تظهر مشاعر الحزن بسبب الفشل بمحطة من محطات الحياة، أو فقدان شخص عزيز، أو عدم الحصول على ما يريد وغيرها، والتعرض للصدمات في الحياة اليومية، ثم ما يحول بينه الأشخاص السلبيون ذو النظرة المتشائمة للحياة، ثم من شخص توقع حدوث شيء معين في المستقبل بطريقة سيئة وعاش الساعات والشهور والسنوات بقلق وتوتر بانتظاره، ولكن عندما حصل لم يحصل بالطريقة السيئة المتوقعة، فقد مر مرورا عابرا كان لا يستحق كل هذا القلق، وكل هذه الطاقة المهدرة بالتفكير.
ولا توجد حياة مثالية يعيشها الإنسان في هذه الحياة، ولذا فلا بد من الاقتناع بأن الجميع يحمل في داخله مشاعر سلبية تتفاوت في حدتها وقوتها، القناعة شيء لازم في حياة الإنسان، والقناعة تقود إلى التفكير بأن السعادة تصبح عنوانا لحياة أي أحد منا، أو ما يصيبك، يصيب غيرك، فلا بد أن تفكر في الحاضر فقط، ولا تهدر طاقتك بالتفكير السلبي واترك الماضي ما مضى، ولا نمضى أوقاتنا الثمينة بالتفكير فيه لأن ما مضى لا يمكن تغييره، فنركز على الحاضر ثم نبتعد عن أي بيئة مليئة بالأشخاص السلبيين والمتشائمين، ونحيط أنفسنا بالأشخاص الإيجابيين، فهكذا سينعكس إيجابيا على صحتنا الجسدية والنفسية.