د.عبدالعزيز الجار الله
(ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ) (الحجر 46) وشعار الإعلام لحج هذا العام 2023 بِسَلاَمٍ آمِنِينَ فقد أراد العلي القدير أن يكون:
- الحج سنوياً كل عام دون توقف، وأيامه لمدة تزيد عن (6) أيام تقريباً مع ساعات السفر، والفرض مرة واحدة لمن استطاع إليه سبيلاً.
- رمضان كل عام صياماً لمدة شهر كامل.
- وصلاة الجمعة كل أسبوع.
- والصلوات يومية.
فهي مناسبات دينية وعلى طول العمر لهذه الفرائض، من أجل العبادة وشكر الله على نعمه، أيضاً لتذكير المسلمين وغير المسلمين بتوحيد الله والشكر والتمسك بالقيم الأخلاقية.
يأتينا موسم الحج هذا العام، ومن حولنا العالم الغربي تتقلب فيه القيم الإنسانية والدينية لمرحلة متدنية من المبادئ التي تجعل الإنسان ينسلخ من الذكورة والأنوثة في العالم المثلي، والأكثر مرارة يتم تحت مظلة الأمم المتحدة، ووفق تشريعاتها، يقابله شعوب وقبائل وعشائر ومجموعات سكانية وأنفس بشرية تأتي من أقاصي الأرض من: غرب أمريكا الشمالية ومن الشمال الغربي من أمريكا الجنوبية، ومن أقصى شرقي روسيا والصين، وجنوب شرقي آسيا، ومن شمال أوروبا، ومن غرب وجنوب إفريقيا. يأتون إلى جنوب غربي آسيا، وإلى الجزيرة العربية، وتحديداً إلى المملكة العربية السعودية وبالضبط إلى مكة المكرمة قاطعين كل هذه المسافات جواً وبحراً وبراً بهدف طلب المغفرة والرحمة وشكر الله على أنعامه، ومن أجل تلبية نداء الله لعباده لتأدية الفريضة.
يتحمل الحجاج بذل الجهد والمال والمشقة لعبادة الله، والدولة السعودية تبذل الجهد الإداري والتنظيمي والميزانيات المفتوحة لاستقبال ضيوف الرحمن، وتقدم القيادة السعودية الكريمة بكل سخاء كل مايمكن لينعم الحجاج بالطمأنينة ويتموا نسكهم، فهذه الصورة التي نقلتها شاشات العالم لكل القارات كأنها تطمئن العالم الإسلامي والشعوب المحافظة، ومن يتمسك بالقيم الأخلاقية أن لهذا الكون حامياً يصون كرامة البشر ويحفظ لهم هويتهم، من العبث الأخلاقي الذي يحاك بخبث لانتزاع هوية الذكورة تحت غطاء (الأمة المثلية).
فالعالم يدرك دور بلادنا على حرصها على استقرار العالم اجتماعياً، عندما يرى الحاج والمتابع لموسم الحج مدى تمسكنا بالدين الإسلامي، والعمل من أجله، لصالح البشرية بالتسامح والتصالح ومزج الشعوب مع بعضها في بقع محدودة لأهداف العبادة، مع إبراز أخلاقيات هذا الدين، هذه الصورة الدينية الجماعية لمعظم أجناس العالم في مشاعر مكة تجعلنا نطمئن على تماسك العالم الإسلامي وشعوبه، وأنه قادر على وقف التشويه والتعدي على المجتمع والقيم الإسلامية.