مشاعر من الاعتزاز والفخر والزهو والامتنان لابد أن تنتابك وأنت تعيش أجواء الحج هذه الأيام أو حتى تتابع مسيرة الحجاج وخطواتهم ونفرتهم بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، والمشاعر المقدسة، وهم يؤدون مناسكهم في أجواء مفعمة بالإيمان والسكينة والراحة والاطمئنان، وسط أرتال من الخدمات التي تقدم لهم من (الجهات المعنية) التي تجند وتخصص سنوياً من أجل خدمة الحاج وتفرغ موظفيها (الرسميين والداعمين) من أجل خدمة الحاج ومن أجل راحته، أينما وجد وارتحل، وأينما وقف أو سكن واستكان، من لحظة دخول أول حاج (رسمياً) إلى الأراضي السعودية وحتى مغادرة آخر حاج لها، أياً كان اتجاهه ومنفذه؛ جواً أو بحراً أو براً، وسط تسابق كبير من الجميع، رجالاً ونساءً صغاراً وكباراً، نحو تقديم الخدمة المحددة والمرتب لها وزيادة، حتى قبل أن ينطق أو يطلبها الحاج الكريم.
أجواء عملية سبق وأن عشتها من وفي أكثر من موقع وميدان (ولله الحمد) سنوات طويلة بفخر واعتزاز، ورغم أني أعرف كثيراً من تفاصيلها ودرجاتها ومداها، إلا أن التطور النوعي الذي يسود مستويات الخدمة التي تقدم اليوم، تجبرك للحديث عنها وتشدك لتقتحم هذه الأجواء، حتى وأنت لست مشاركاً محسوباً، وإنما على الأقل لتستعيد ذكريات المكان والعمل والسنين والجهد والتضحية والبذل والإيثار، وتهز رأسك عجباً وفرحاً وفخراً لما أصبح عليه الحال اليوم، والمستوى الذي ارتقت إليه الأمور والأعمال في كل تفاصيلها.
ولأن المثال يقرب المراد ويوصله، فأبسط برهان على هذا الكلام وعلى كثير من فوارق التطور؛ هذه اللغة التي أصبح الحاج يتعامل بها مع مقدمي الخدمة، فلم تعد هناك صعوبة يجدها أي حاج مهما كان بلده ومقدمه وجنسيته ولغته (الأم)، فهو واجد حتماً من خصص ليتحدث معه بها، يفهم عليه ويفهّمه في وقت قصير وبلهجته (الفصحى) أياً كانت، وهذا مثال بسيط جداً، ومثال آخر يظهر كثيراً من الفوارق في الخدمات التي تقدم، الاستخدام الكبير لوسائل التقنية الحديثة في كل خطوة ومكان، والآليات الحديثة (الصغيرة) المجهزة والمطورة والمخصصة لأماكن الصعوبات والمناطق الوعرة، أو التي (كانت صعبة ووعرة) والتي كانت الخدمة تقتصر فيها على سواعد الإنسان والأيدي البشرية، فإذا بها اليوم تستخدم لها آليات مجهزة ومخصصة ويعمل عليها شباب متقنون ومدربون، لتقديم احتياجات الحاج في الصحة (الإسعاف مثلاً) أو في البيئة (النظافة تحديداً) وغيرها من الطلبات صغرت أم كبرت، والأمر في كل ذلك ليس مقتصراً على الوظائف والأعمال الرسمية وساعات العمل والدوام المحسوبة (الانتدابات وخارج الدوام) وإنما يحتسبون قبلها المثوبة والأجر وشعارهم المرفوع (الحج أجرٌ وأُجْرةٌ) ومع هذا وأولئك يدخل أيضاً هواة (الأعمال التطوعية) التي يقوم بها العديد من المتمرسين في مجالات مختلفة مثل (الكشافة والجوالة) وتلك التي يقوم بها بعض الرجال تطوعاً من المطوفين والمتقاعدين وكبار السن، خاصة ممن لا يستطيعون الجلوس أو البقاء في أماكنهم (بيوتهم) في مثل هذه الأيام المباركة الخيرة، ولا يجدون حرجاً في أن يحضروا ويشاركوا و(يتطوعوا) من غير مقابل، لغتهم في ذلك وشعارهم الدائم (إذا فاتك الحج (تدرمغ) في ترابه).
كلام مشفر
* أسأل الله في آخر أيام العشر المباركة من شهر ذي الحجة، ألا يخرجنا منها إلا وقد غفرت ذنوبنا وصلحت أحوالنا وقويّ إيماننا وسعدت حياتنا وتحققت آمالنا.. اللهم اجعلها خاتمة لأحزاننا وبداية لأفراحنا، نعوذ بك من كل ذنب يحبس رزقنا أو يُبطل صيامنا وبلّغنا اللهم كل ما سألناك يا ربنا.
* اللهم اجعلني وعائلتي وأصدقائي وجيراني وأحبتي والقارئ الكريم من أهل النفوس الطاهرة والقلوب الشاكرة والوجوه المستبشرة الباسمة، وارزقنا طيب المقام وحسن الختام ودار السّلام واكتبنا من السعداء، ممن عتقت رقابهم وحرمت وجوههم عن النار.. ارزقنا اللهم راحة البال، واحفظنا حفظاً يليق بجلال وجهك وعظيم سلطانك، يا الله يا ذو الجلال والإكرام.
* يوم السبت القادم تبدأ فترة التسجيل الصيفية للاعبين المحترفين في دوري روشن (الميركاتو الصيفي) والقراءة المبدئية توحي بأنه سيكون ميركاتو زخم جداً مليئاً بالتعاقدات والأسماء الكبيرة ونجوم (السوبر ستار) الذين سيرتدون قمصان الأندية الكبيرة (لأول مرة) وهذه أولى الخطوات المبشرة لاحتواء (صندوق الاستثمارات العامة ) لأكبر أربعة أندية في المسار الأول لخصخصة الأندية والرياضة السعودية، والبقية تأتي.