مريم الشكيلية
ما زلت أكتب الكثير من الكلمات التي تتدلى من السطور... لعلني أتحايل على كلمة واحدة هي بمثابة الثقل الأكبر الذي أخاف أن ألقي بنفسي على رصيف حرف منها.
إن الذين يكتبون أنهاراً من الأحرف والكلمات ويبحثون بين جوانبها عن أنفسهم هم أولئك الذين طفت أرواحهم فوق سطح الحياة.
في كل مرة تدفعني كلماتك إلى أن أفضي ما بداخلي من بقايا شعور.. كيف أخبرك بأن الفصول تشتد على نوافذ النبضات...؟ وكيف أخبرك عن خوفي من اقترابي من ذاك النهر الذي يغتسل منه المتعطشون للشعور قبل أن يعبروه مثقلين...؟
أحياناً أتساءل: هل لك أن تفك طلاسم حرفي وتخرج منه ما تستدل على فتات كلمات أعجز عن قولها كما أفعل في فضاء مساحتي الورقية...؟!
هل لك أن تكون أقرب إلى تلك النقطة الفاصلة بين ما أبوح به وما أخفيه؟!
هل في استطاعتك أن تستبدل سطري بسطر آخر يوماً ما..؟! هل سوف تطعم النيران حديثاً مزخرفاً قلته في لحظة شغف..؟! كثيراً لا أعرف ماذا أكتب عندما تهطل كلماتك على شرفتي... كأن كل ما سأقوله لا يعنيك في شيء.. تصلني حيرتك على بعد آلاف الأميال، وأتخيل انشطار نفسك بين أن تتمسك بنبضك أم تتركه يتلاشى وتمضي.
***
* سلطنة عُمان