يوم عرفة هو اليوم المبارك الذي شرفه الله وفضله على سائر أيام العام بفضائل عظيمة، اليوم الذي خصه الله بالأجر الكبير والثواب العظيم، اليوم الذي يعم الله عباده بالرحمات، ويكفر عنهم السيئات ويمحو عنهم الخطايا والزلات ويعتقهم من النار, هذا اليوم الذي يرى فيه إبليس صاغرًا حقيرًا, هذا اليوم الذي أكمل الله فيه الدين على رسوله الكريم صلوات ربي وسلامة علية وأتم النعم على المسلمين, وأنزل قوله سبحانه:
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} (المائدة: 3)
حيث ألقى رسول الله على أمته خطبة الوداع الشهيرة والتي أوضحت منهاج وسلوك الحياة الربانية للمسلمين في شتى أمور حياتهم.
يوم عرفة هو يوم الحج الأكبر لأداء الركن الخامس, الذي أكمل الله به للمسلم ركناً من أركان إيمانه, لما لهذا اليوم من مكانة عند رب العزة والجلال ولهذا اليوم المشهود من رفعة للإسلام والمسلمين أكان ذلك للحاج أم لغيره.
حيث أولت حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين اهتمامها بإيصال ونشر رسالة الإسلام لنشر وإذاعة خطبة يوم عرفة.
حيث أكملت رئاسة الحرمين الشريفين استعداداتها لترجمة خطبة يوم عرفة من مسجد نمرة بمشعر عرفة خلال حج هذا العام 1444هـ واستهداف أكثر من 300 مليون مستفيد، عبر ترجمة خطبة يوم عرفة لجميع المسلمين في أنحاء العالم بـ20 لغة عالمية مختلفة بترجمة فورية متزامنة عبر دعم منصة منارة الحرمين.
حيث أكد الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن السديس، «أن خطبة عرفة تعد من أبرز وأهم مفاصل خطة الرئاسة التشغيلية لموسم الحج الحالي تحت شعار (نشر الهداية للعالمين) من خلال مشروع خادم الحرمين الشريفين للترجمة الفورية لخطبة عرفة وخطب الحرمين الشريفين».
وتابع الرئيس قائلاً: «لمواكبة عجلة التطور التي تشهدها الرئاسة وفق الرؤية 2030 كان لزاماً الارتقاء بمستوى وكالة اللغات والترجمة لخدماتها لتقوم باستهداف أكثر من 300 مليون مستفيد، بإيصال رسالة الإسلام المعتدلة إلى المسلمين باختلاف لغاتهم والعالم بأسره، عبر تطبيق مخصص لترجمة الخطبة على أجهزة الهاتف المحمول وموقع الرئاسة الإلكتروني، ومنصة منارة الحرمين.
وقال الرئيس العام: «ترجمة خطبة عرفة تهدف لإبراز الصورة المشرقة والحضارية للدين الإسلامي الحنيف وتعظيم وسطيته واعتداله وقيمه ومحاسنه، وإظهار جهود الدولة، في العناية بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وفي خدمة الإسلام والمسلمين، إلى جانب إبراز حقيقة الخطاب الشرعي للسعودية، وما يتميز به من وسطية واعتدال، وضمان وصول رسالة هذا الدين الحنيف إلى العالم أجمع باستخدام الوسائل التقنية الحديثة».
ويستهدف المشروع الحجاج المتواجدين في مشعر عرفة، وأبناء العالم الإسلامي في جميع أنحاء العالم، والمهتمين والراغبين بالاستماع للخطبة من المسلمين غير الناطقين بالعربية وغير المسلمين.
حيث انطلق مشروع الترجمة عام 1439هـ بالترجمة إلى 5 لغات, وبثه عبر منصتين رقميتين و5 إذاعات FM، وقد استفاد منه حينها أكثر من13 مليون مستفيد، وفي العام الذي يليه تمت زيادة عدد اللغات بواقع 6 لغات، وإضافة محطة إذاعية سادسة ليصل عدد المستفيدين في ذلك العام حوالي 16مليون مستفيد.
وشهد عام 1443هـ قفزة نوعية ملحوظة، حيث تم رفع عدد اللغات إلى 14 لغة، وزيادة عدد المنصات الإلكترونية إلى 4 منصات، وكذلك تمت الترجمة الكتابية على قناة القرآن الكريم والسنة النبوية في التلفزيون ليصل عدد المستفيدين لقرابة 23 مليوناً.
جُل هذه الاهتمامات والخدمات والتي تقدمها الدولة تكمن في خدمة الإسلام والمسلمين وتوصيل رسالة الإسلام لكافة العالم, وإظهار ما تقدمه مملكتنا مملكة الخير من مشاريع عملاقة لخدمة ضيوف بيت الله, منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه, إلى وقتنا الحاضر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله, لجعل طريق الحج والحجيج ميسراً وبأمن وراحة وأمان.
فأهلاً وسهلاً حجاج بيت الله بين أهليكم وذويكم, وتقبل الله منكم مناسككم وأعادكم إلى دياركم غانمين سالمين.
** **
drebakhsh@hotmail.com