عبده الأسمري
ربنا وخالقنا.. يامن تعلم السرائر وتهدي البصائر وتقدر المصائر وتمنح البشائر.. أدخلنا في مساحات «عطفك» وساحات «لطفك» وأجعلنا من المشمولين بالرحمة والمكفولين بالمغفرة..
أيا رب العرش العظيم.. نحن الضعفاء على بابك, اللاجئون إلى جنابك, التائهون في منعطفات «الغفلة», الحائرون وسط منحنيات «التخاذل» اللهم فهيىء لنا «الاستقامة» التي توجه «دروب» حياتنا إلى قبلة «رضاك» وأمنحنا «الاستدامة» التي تحول «مسارات» سلوكنا إلى شطر «عفوك». تهزمنا «الأحزان» وتكسرنا «المواجع» وتأسرنا «الأزمات» وتسقطنا «الأخطاء» فمن ينتشلنا من «السقوط» ومن ينقذنا من «القنوط» سواك.. اللهم فبدل عجزنا بإعجازك وأجبر كسرنا بجبرك وأرحم ضعفنا بقوتك.
اللهم يا من له الالتجاء وإليه الرجاء نسألك أن لا تؤاخذنا بجهل بشري صنعته أنفسنا الأمارة بالسوء وأخرجنا من «مسارب» الأخطاء إلى «مشارب» الضياء وأجعل لنا «نوراً» ينقذنا من «ظلمات «السوءات و»مظالم» الذات لننعم بضياء «غفرانك» وسخاء سلوانك.
اللهم أمنحنا هبة «التوبة» من الزلات والسيئات وأكرمنا بمهابة «الإنابة» حين الخشوع والخضوع بين يديك ونجنا من عقوبة غضبك بمثوبة صفحك.
اللهم أنزع من أعماقنا نزغات الشيطان وأملأ قلوبنا بنزعات الإيمان التي تخرجنا من سطوة البلاء في جهلنا المستديم إلى حظوة الاهتداء إلى صراطك المستقيم.
يا من تعلم سرائرنا وتهدي بصائرنا وتقدر مصائرنا نحن «اللاهثون» خلف سراب الغفلة و»الماكثون» في محيط المهلة.. اللهم لا تؤاخذنا بجهل استعمر أنفس تغفل حين النعم وتتألم عند النقم.. اللهم وأمنحنا من الحكمة ما يحيل بيننا وبين مغبة الجحود وغمة النكران حتى نكون الشاكرين لك والذاكرين لاسمك والحامدين لجلالك.
اللهم إننا سائرون ما بين صدمة ميلاد وشهقة رحيل في دروب عمر ومسارات عيش يكتنفها «الغيب» ما بين موعد للقدوم وميعاد للأجل.. اللهم فأجعلنا من الفائزين بقبولك والمتوجين برضاك وأكتب لنا «التقوى», رضاك الذي يملأ صحائفنا بالطاعات ويبهج أعمالنا بالحسنات.
اللهم إننا خلقنا من العدم ومصيرنا إلى الضعف عشنا تحت ظلال رحمتك وظل كرمك.. تهزمنا «عبرات» الأحزان وتجبرنا «اعتبارات» السلوان.. نعيش بأنفس أمارة بالسوء ولوامة ومطمئنة اللهم فاجعل لنا من «اليقين» ما يقوي قلوبنا عند «أزمات» الدهر ويجبر أنفسنا أمام «نوائب» القدر وما يثبت قولنا في «ظلمات» القبر.
اللهم إنك الواحد الأحد وأن البلاء لا يستثني أحداً اللهم يا من يسرت الدعاء وأنزلت العطاء وأسبغت السخاء نسألك أن تمنحنا «الإجابة» بعد «الإنابة» وأن تكتب لنا السواء بعد السوء وأن تيسر لنا الفرج بعد الضيق وأن تسخر لنا «ملائكة» السماء وجنود «الأرض» في كل أمر نظل فيه عاجزين وأن تيسر لنا الرشد وأن تهدينا سبل الرشاد.
يا من يعلم السر وأخفى ومن له وإليه ومنه الأمر كله.. نسألك بنورك الذي ملأ الكون بالضياء وأشرق على الأرض بالسخاء أن تعطينا من «خزائن» نعمك وأن تسبغ علينا من «ينابيع» نعيمك بما يروي قلوبنا العطشى لجودك وأنفسنا الظمأى لكرمك وأن تجعلنا من المقبولين برضاك ومن المشمولين بغفرانك وأن تكرمنا بلذة النظر إلى وجهك الكريم وأن تجعل أعمالنا متوجة بالقبول ومشمولة بالحسنى.
اللهم يا صاحب الجلال ومالك الملك يا من له الكمال وعليه الاتكال وإليه المآل نسألك أن تجيب دعاءنا وأن ترحم ضعفنا وأن تهدي ضالنا وأن تسدد خطانا وأن ترحم أمواتنا وأن تحسن أخلاقنا وأن تكتب أجرنا وأن تختم بالصالحات آجالنا..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.