سهوب بغدادي
تزامناً مع انتهاء الفصل الدراسي الثالث للتعليم العام نجد أن الطلاب مفعمون بالحماس لبدء الإجازة الصيفية، وقد تكون الخطة لقضاء الإجازة المطولة -بحق - بدون خطة، وذلك أمر جيد، فأخذ قسط من الراحة لازم بعد التعب والاجتهاد، كذلك التفكير في خطة لقضاء العطلة الصيفية وجعلها مثرية وذات جدوى أمر أجمل، كأن يدخل الطالب ناديا رياضيا، أو ناديا صيفيا، أو الانخراط في العمل التطوعي في قضية تجذب اهتمام الطالب لتوسيع مداركه الادراكية والاجتماعية وما إلى ذلك، كما يرى المربون أن الجائحة الصحية العالمية المتمثلة بتفشي فيروس كورونا قد ألقت بظلالها على جميع الأصعدة، ومن أبرزها التحصيل العلمي لأبنائنا الطلبة، حيث يعد التحصيل العلمي «لأطفال كورونا» مختلفا جذريا عن غيرهم من الأطفال في مراحل التعليم العادية على مر السنين، إن الجائحة استلزمت توظيف التقنية والتعليم عن بعد من خلال منصة مدرستي، وقد كانت ذات نفع كبير باستمرار العملية التعليمية، إلا أن الآثار المترتبة على التعليم الإلكتروني والتجربة الجديدة لأي شيء يترتب عليها تداعيات، فالفجوة الحاصلة بين التعليمين الإلكتروني والاعتيادي لا تزال موجودة ومتمثلة في ضعف التحصيل العلمي، وعدم إتقان المهارات اللازمة لكل مرحلة عمرية كالخط والكتابة ومهارات الحساب على سبيل المثال لا الحصر، وفي هذا السياق، يستحسن بأن يكون هناك برنامج صيفي رسمي بإشراف وزارة التعليم، لسد تلك الهوة، التي لايزال الطالب والمربي يعانيان منها وينتقل الضعف مع الطالب بتوالي المراحل، لذا فإن الحلول الفردية من خلال محاولة استدراك مافات عبر الحصص والدروس الخصوصية قد تنجح مع البعض، إلا أن التدخل المحوري في هذا الإطار يعد حاجة ملحة بغية الارتقاء بالمنظومة التعليمية ككل.