إيمان الدبيّان
الإمام الشافعي -رحمه الله- يقول:
«تَغَرَّبْ عَن الأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلا
وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ:
تَفرّيجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَةٍ
وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَةُ مَاجِد»
أعتقد لو كان السفر في الزمن الذي قيلت فيه هذه الأبيات بواسطة بعض شركات الطيران اليوم لأصبح بالإمكان إضافة شيء من الفوائد للشركة الناقلة وأشياء سلبية أخرى للمنقول من خسارة مادية وزمنية وتلف أعصاب وإساءة للنهضة الحضارية من خلال استخفافها بالمسافر واستغلالها له فنقول للمسافر: (وانتبه من استغلال ناقل صائد)، ولكن كيف يحدث ذلك؟!
والجواب على هذا السؤال هو فيما نعيش أو نسمع أو نرى من قصص لبعض ناس لم يحظوا بشفافية ناس تُشرف على تشغيل وتسويق بعض الرحلات فيصير المسافر مخدوعاً مغبوناً بعدما يدفع من المال المبلغ الكبير على رحلة مدتها لا تتجاوز الساعة بوقت كثير، ويتفاجأ عند الصعود للطائرة بأن الطائرة من شركة أخرى مستأجرة والحالة فيها مهترئة شكلاً ومساحة وتهوية، وهي في بعض الأجواء الدولية أعتقد لا يسمح لها محلّقة.
أين هؤلاء المشغلون من الشفافية التي ننعم بها في وطننا وفي كل المجالات وعلى كل الأصعدة وجميع المستويات؟!
لماذا لا يكون اسم الشركة البديلة واضحاً للمسافر عند الحجز، وله حق الاختيار بين القبول أو العدول؟!
من سيعوّض المسافر مادياً أو يعيد له ثمن تذكرته بعدما يرفض السفر مع الناقل البديل الذي تفاجأ به واقعاً صادماً؟!
مثل هذه الأخطاء غير مقبولة لدى كثير من المسافرين فتؤثّر على وقتهم وجهدهم وميزانيتهم، للشركة الناقلة الحرية وفق الأنظمة في استئجار ما تراه مناسباً لها وللمسافر الحرية في اختيار ما يظنه موافقاً له.
السفر متعة قبل أن يكون رحلة، السفر صناعة قبل أن يكون تذاكر مباعة فقط، السفر شفافية وليس مجرد تكديس رحلات إضافية، السفر انتقاء للوسيلة والرفيق والمدينة والطريق، السفر ذكرى سعيدة وليس تجربة مريرة.
أتمنى من هذا الناقل أن يهتم بتجربة العميل ويطور لديه مفهوم وإدارة التسويق، فالتسويق مهارة وليس استغلالاً بجدارة.