أمل بنت محمد الشقير
{قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ}
في يوم الخميس الموافق 26 ذي القعدة من عام 1444هـ حصلت ولله الحمد على درجة الدكتوراه في فلسفة اللغة العربية وآدابها تخصص(اللغويات) من جامعة الملك سعود، أسأل الله أن يجعله علمًا نافعًا خالصًا لوجهه الكريم. والشكر والامتنان لمشرفي الفاضل أ.د. إبراهيم الشمسان على رعايته الكريمة. والشكر الجزيل لجميع الأحبة الذين انتظروا معي هذا اليوم بحب، فشكرًا للوصال وللمؤازرة وللدعوات المباركات.
بالعزمِ والجدِّ في صبحٍ وفي غسقٍ
قد جزتُ بالعلم والإصرار للأفقِ
مرَّ الرخاءُ فلم أزدد بهِ بطرًا
وفي الشدائدِ لم يخفُتْ بها ألقي
فالحمدُ لله ما دامتْ فضائلُه
ذي المنِّ والجودِ والإحسانِ والغدقِ
لولا الإلهُ لما سطّرتُ مسألةً
وللعلومِ بما تحويهِ لم أذُقِ
ما كان ذلكَ سهلًا بل مصابرةً
والصبرُ أكثرُ ما يُحتاجُ للسبَقِ
«لا أكذِبُ اللهَ» بحري كان مُلتطِمًا
لولاهُ كُنتُ من الأمواجِ في غرَقِ
فكان ربِّي حفيًّا بي وأكرمَني
وسِرتُ أقطعُ دربِي دونمَا قلقِ
وكان يفتحُ لي من فيضِ رحمتِه
من المسائلِ بعدَ المنْعِ والغلَقِ
فكمْ تلذَّذْتُ بالعلمِ الذي شُرِعتْ
أبوابُهُ، وكمِ ارتادَ الندى ورَقي
وكم سهِرتُ أناجي الليلَ مسألةً
فتبزُغُ الشمسُ فتحًا جاءَ في الأُفقِ
تركتُ دنيايَ لا لهوٌ ولا لعبٌ
أُسامِرُ العلمَ في أُنْسٍ بلا رهَقِ
وألمحُ المجدَ يدعونِي لأبلغَهُ
والمجدُ يُبلَغُ بالتفكيرِ والأرقِ
تاللهِ خَشْخَشَةُ الأوراقِ في أذُني
أسرى من الذهبِ المسْكُوكِ والورِقِ
وإنَّ رائحةَ الحِبْرِ التي انْسَكَبَتْ
أزكى من المِسْكِ منشُورًا على العبَقِ
وإنَّ منظرَ أوراقي مُبَعثرةً
أشهى إليّ من التنظيمِ للورَقِ
كأنَّنِي حينَ تقلِيبِي لمسألةٍ
أغوصُ في الدُرِّ أو أسمُو إلى الوَدَقِ
فكلَّمَا خَفَتَتْ روحي لِطَارقةٍ
وجدْتُ في «اسمي» بفَضْلِ اللهِ مُنطَلَقي
فأرتقي صوبَ نَيْلِ القَصدِ، أعرِفُنِي
أبغِي الكمالَ، فيا ربِّي أنِرْ طُرُقِي
لا شيءَ أرَّقَنِي يومًا سوَى أسَفي
وحسْرَتي بفَواتِ الأجرِ في الغسَقِ
فكنتُ أغبِطُ من قامُوا لطاعتِهِمْ
بالليلِ يدعونَ ربَّ الناسِ والفلقِ
يُبَلِّل الدمعُ أوراقِي فيمسَحُها
قولٌ منَ المصطفى يأتِي على رَفَقِ
مُفضِّلًا مَنْ قضَى بالعلمِ ليْلتَه
على الذي قامَ للرحمنِ وهْوَ تقِي
في العِلمِ أمضِي وأرجو اللهَ منفعةً
وأن يعُمَّ بنورٍ منهُ منبثِقٍ
وأن أنالَ أجورًا لا انقطاعَ لها
ومن رياءٍ وعُجْبٍ في النفوسِ يَقِي
لمَّا وصلْتُ وجُزْتُ الدربَ فِي فرَحٍ
أبصرتُ مَنْ لهُمَا الأفضالُ في عُنُقِي
أمِّي، أبِي، نعمَتَا ربِّي ومَنْ لهُما
أعودُ بالفضْلِ بعدَ اللهِ في ألَقِي