احمد العجلان
أعتقد والله أعلم أنه لا أحد يختلف على أخلاق وإخلاص وأمانة الكابتن القدير فهد المفرج، ولكن الاختلاف دائمًا على عمله والعجيب الغريب أنه من النادر أن تسمع رأيا محايدا أو في الوسط عن المفرج فإما شخص يراه أفضل إداري أو آخر يراه الأسوأ..
شخصيًا كنت في السابق أراه إداريا لا يضيف للفريق والنادي وكنت ابني ذلك على أحداث ومواقف استدعت بأن يكون هكذا رأيي وموقفي، وكنت أجد الكثير من اللوم من محبي أبي عبدالله، هذا اللوم من قبل محبي المفرج دفعني للبحث والتقصي في عدد من المواقف التي أظهرت لي من قبل بأن المفرج ليس بالإداري الأفضل.. ففي كل موقف رأيت أنه شخص لم يتصرف بالشكل المطلوب، ولكني وجدت فيما بعد أنه اتخذ القرار الأفضل وأعطى تقريره المفصل ولكن ليست كل القرارات من صلاحياته، فمثلاً عندما حضر مهاجم أجنبي لا يستحق اللعب للزعيم مما أفقد الهلال آنذاك بطولة قارية كنت أرى بأنه يتعين على فهد آنذاك الذي كان مشرفًا على الفريق أن يتنبأ من التمارين والمباريات الودية بأن هذا اللاعب (فاشل) ويبلغ الإدارة بذلك وينقذ الفريق ووجدت أنه قام بذلك بالفعل ولكن قرار إلغاء العقد ليس من صلاحياته، وفي مواقف أخرى وجدت أنه أعطى التوصية والرأي السديد ولكن ليس كل توصية سيتم العمل بها خصوصًا عندما تكون خارج صلاحيات المشرف على الكرة.. وهنا لا أقول إن المفرج بلا أخطاء لأن الذي لا يخطئ هو من لا يعمل أما من يعمل فهو يصيب ويخطئ.. ولكني أعتقد بأن المفرج ووفقًا لما اطلعت عليه مؤخراً بأنه إداري رائع وحكيم وخبير بل إن الأندية الأخرى تتمنى لو كان لديها إداري بقدرات «فهد» الذي كان في مواقف كثيرة رجلا حاسما وقويا وصاحب رأي سديد مما منح الهلال الكثير من التميز والنجاح.. أما من يريد شخصا بلا أخطاء بشكل كامل ودائمًا ينظر للنصف الفارغ من الكأس فهؤلاء عندما يبتعد المفرج فسيبدأون بالعمل على من يخلفه في المنصب بنفس العقلية.. ولذلك أقول للهلاليين ومن زاوية رؤية اعتقد أنها أكثر شمولية بأنه من الصعب أن يجد الزعيم إداريا قادرا على إدارة فريق جماهيري وفريق نجوم مثل الهلال بإمكانات»فهد» ولو وجد فسيحتاج لصناعة ووقت حتى يصل لخبرة المفرج وحنكته.. وهنا سأخبركم بقصة لاعب انتقل في فترة سابقة للهلال وهو قادم من فريق شهير وكبير حيث أبلغني اللاعب بأن الفارق بين ناديه السابق والحالي كبير وشاسع من حيث التعامل الإداري والنظام والالتزام بل في تفاصيل كثيرة جدًا بما فيها صالة الحديد ونظام التغذية والالتزام.. اللاعب ذكر بأن الهلال عبر جهاز الكرة وضعوا تنظيما ليس له شبيه في أي نادٍ سعودي آخر، بل إنه تنظيم يدرك من خلاله اللاعب ما له وما عليه بالتفصيل من خلال لوائح واضحة وثابتة جعلالعدل والمساواة ديدنا للفريق..
المثير للانتباه أيضًا هي قدرة المفرج على العمل تحت الضغط فعلى الرغم مما يثار ضده إلا أنه ثابت وواثق ومستمر في عمله ويحسب له بأنه ينظر للمنتقدين له بإيجابية وأن دافعهم حب الهلال لا أكثر لذلك فهو لا يتعامل مع من ينتقده حد القسوة بنظرة فيها «شخصنة» بل إنه يرى بأنهم محبون للنادي.. في الختام لكل وجهة نظره ولكن بالبحث والتقصي وصلت لقناعة بأن فهد المفرج هو الرجل المناسب في المكان المناسب!