الحج هو أحد أركان الإسلام الخمسة ولذلك يسعى كل مسلم إلى أداء فريضة الحج مرة -على الأقل- خلال حياته ولكن بسبب الازدحام الكبير في الحج والمشقة الناتجة عن السفر، والقيام بأركان وواجبات الحج وبسبب وجود أمراض مزمنة لدى بعض الحجاج خاصة كبار السن نقدم بعض النصائح الطبية الواجب اتباعها قبل وأثناء ومابعد الحج، والتي نلخصها وفق النقاط التالية:
- يجب على المسلم العازم على القيام بفريضة الحج أن يأخذ لقاح الأنفلونزا والحمى الشوكية بالإضافة للقاح الرئويات لمرضى فقر الدم المنجلي والمستأصلي الطحال ومرضى الربو بالإضافة للقاحات أخرى تفرضها بعض البلدان التي تنتشر فيها أوبئة معينة كأن يعطى الحاج التطعيم ضد الكوليرا ولقاح الحمى الصفراء وجدري الماء (العنكز).
كذلك يجب على المريض مراجعة طبيبه قبل الحج بفترة للتأكد من استقرار حالته الصحية أو تعديل بعض العلاجات التي يأخذها للتأكد من ضبط السكر أوالضغط أو الأمراض المزمنة الأخرى لديه، وكذلك أخذ النصيحة اللازمة من طبيبه الخاص حول إمكانية ذهابه للحج وتصرفه أثناء الحج وبعده، وبشكل عام نذكر فيما يلي بعض التوصيات لفئات معينة من الحجاج حسب الأمراض التي لديهم:
مريض السكر:
يجب على المريض التأكد من أخذ كمية كافية من العلاج قبل السفر وخصوصاً الأنسولين مع التأكد من حفظه في مكان بارد وبعيدٍ عن التعرض المباشر لأشعة الشمس والحرارة، كذلك أخذ جهاز فحص السكر والأشرطة التابعة له لفحص السكر عند الشعور بأعراض ارتفاعه أو انخفاضه،كما يجب على مريض السكر ألا يتعرض للجفاف بسبب التعب، والتعرض للشمس لذلك عليه اصطحاب الماء معه بشكل دائم وأن يخفف من مشقة الحج باستخدام وسائط النقل بين المشاعر لأن المشي الطويل قد يزيد من تجفاف المريض وتعبه، ويؤدي لاضطراب مستوى السكر لديه وحدوث مضاعفات، كذلك على مريض السكر أن يحمل بطاقة تعلق برقبته أو يده تسمى ببطاقة تعريف السكر، وذلك لتسهيل تقديم الخدمات الإسعافية الضرورية والمناسبة له في حالة فقدان الوعي لا قدر الله، وعلى مريض السكر أن يراعي استخدام الغذاء المناسب قدر الإمكان أثناء الحج ويفضل أن يكون الغذاء غنياً بالألياف مع شرب السوائل بكمية كافية.
مريض ارتفاع ضغط الدم
على المريض أخذ علاجات الضغط بشكل منتظم والتقليل من ملح الطعام أثناء الأكل وشرب كمية كافية من السوائل والتأكد من ضبط الضغط الدموي لديه قبل الذهاب للحج وأن يراجع طبيب الحملة إذا شعر بالصداع أوالدوخة أوطنين في الأذنين أو اضطراب في الرؤية لديه لكي يقيس له الضغط ويعدل العلاج إن لزم ذلك.
مرضى الروماتيزم
المرضى الذين لديهم حالة بسيطة أو متوسطة لامانع من القيام بالحج ولكن مع مراعاة أن تكون هذه الحالات تحت السيطرة وأن لايكون المرض في حالة نشاط لأن كثرة المجهود الجسدي أثناء الحج يزيد من نشاط المرض لذلك يجب على الحاج أخذ أكبر قسط من الراحة والنوم لساعات كافية بحدود 8 ساعات يومياً والحرص على تناول الأدوية بانتظام واستخدام العربات المتحركة إذا استدعت الضرورة وفي حال حدوث الألم رغم استخدام الجرعات المعتادة من الأدوية المسكنة عليه مراجعة طبيب الحملة أو المراكز الصحية إن لزم الأمر.
مرضى الفشل الكلوي
هم أكثر عرضة من غيرهم للإرهاق والتقلص العضلي والتعرض للالتهابات البكتيرية لذلك فإن مرضى الفشل الكلوي الحاد والنهائي ممنوعون من الحج، وأما مريض زراعة الكلية فلا يحج إلا بعد سنة من العملية إذا كانت حالته مستقرة، وبالنسبة لمريض الفشل الكلوي البسيط أوالمتوسط فعليه مراجعة طبيبه واستشارته في موضوع القيام بالحج وتصحيح فقر الدم ولو بشكل جزئي وأخذ التطعيمات اللازمة قبل الذهاب للحج، والتأكد من أخذ الأدوية المعتادة في أثناء الحج وكذلك عليه تناول كمية كافية من السوائل، وأن يحرص على تناول الأطعمة الصحية البعيدة عن التلوث وعدم الاختلاط في مناطق الزحام إلا في الحالات القصوى وعدم التعرض للإجهاد البدنى الزائد غير الضروري.
بالنسبة للحوامل
عادة ننصح الحوامل بعدم الذهاب إلى الحج أثناء الحمل حفاظاً على صحتها أولاً وصحة جنينها ثانياً، أما إذا اضطرتها الظروف للذهاب للحج فقد يسمح لها في فترة منتصف الحمل أي بعد الشهور الثلاثة الأولى وقبل الشهور الثلاثة الأخيرة من الحمل وإذا ذهبت الحامل إلى الحج فيجب عليها ارتداء ملابس فضفاضة وأخذ الأدوية الموصوفة لها من طبيبة النساء والولادة، كما يجب عليها الإكثار من شرب السوائل والإقلال من المجهود البدنى الزائد ما أمكن ذلك.
مرضى القلب والشرايين
يجب عليه مراجعة طبيبه الخاص قبل الذهاب للحج وطلب إذنه بذلك وأخذ النصائح العامة منه ويجب عليه في حال السماح له بالحج وضع إسوارة على يده تبين اسمه وتشخيص مرضه، وكذلك يجب عليه حمل الأدوية الموصوفة معه للحج وحفظها في مكان مناسب سهل الوصول إليه وعدم بذل أي مجهود بدني فوق الاحتمال، وتأدية المناسك التي تحتاج لمجهود بدني في الليل والطواف والسعي محمولاً أو على عربة وتوكيل من ينوب عنه في رمي الجمرات في حال شعر بعدم قدرته على ذلك، ويجب عليه التوقف عن أي نشاط عند الإحساس ببوادر التعب أوالإجهاد ومراجعة أقرب مركز صحي عند عدم حصول تحسن بعد أخذ العلاج والراحة وحبوب النتروغليسيرين تحت اللسان ويجب عليه تجنب فقدان السوائل.
مرضى الربو
قد يتعرض مريض الربو لتدهور في صحته أثناء تأدية مناسك الحج بسبب الازدحام وكثرة الغبار في بعض الأماكن، كذلك كثرة تلوث الهواء بعادم السيارات أثناء النفرة من عرفات أو من منى، وكذلك تعرضهم للانفعالات النفسية نظراً للازدحام والضيق في السيارات أوالسكن، لذلك يجب عليه مراجعة طبيبه للتأكد من استقرار حالته قبل السفر ووضع إسوارة على معصمه يوضح اسمه وعمره وتشخيص المرض ونوع العلاج الذي يستعمله كذلك يجب عليه اصطحاب الأدوية الإسعافية اللازمة مثل: بخاخ الفنتولين والبخاخات الأخرى وحملها معه دائماً، والانتظام في تناول العلاجات الأخرى الموصوفة له، والحرص على تجنب الأماكن المزدحمة وعديمة التهوية قدر الإمكان ومراجعة أقرب مركز صحي عند حدوث أول بوادر للأزمة الربوية الحادة، وعدم تحسنها بعد استعمال البخاخات الموصوفة له سابقاً.
وفي الختام نقول لجميع حجاج بيت الله الحرام «حجاً مبروراً وسعياً» مشكوراً وغفر لكم ما تقدم من ذنبكم وما تأخر.