لقد حوّل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الصراعات الخارجية في المنطقة إلى «مصالحة»، وبدلاً من تأجيج الخلافات البينية، وإشعال فوهات البنادق، وإزهاق مزيدٍ من الأرواح البريئة، وإحراق ما تبقى من الأقطار، كما يرغب أعداء الأمة، أخمد أمير «السلام» محمد بن سلمان دخان الحرب، وقرب المسافات بين دول الجوار وهو مالم يتوقعه، مهندسو الحروب.
إن رفرفة أعلام المملكة العربية السعودية و إيران في عواصم ومدن الدولتين في المنطقة شكل ضربة قاسية لتجار الأسلحة.
إن تقوية العلاقات بين العراق والكويت وعودة العلاقات الدبلوماسية بين قطر ومملكة البحرين، والمصالحة بين الفلسطينيين، لتغيرات إيجابية أتت في لحظة تاريخية صعبة على المستوى الدولي بصفة عامة، ومفتاح الحل هو أمير «السلام» محمد بن سلمان حيث قرب وجهات النظر بعد أن باعدت بينها هضاب التاريخ وصناعات الحروب عقوداً وسنوات، لذا فإن عودة سوريا إلى حضنها العربي بعد عقد من القطيعة يعتبر خطوة جبارة تؤكد حقيقة ماثلة اليوم أكثر من أي وقت مضى هي أن الجراح العربية الخائرة قد ضمدت، والقادم أفضل وفق مؤشرات المناخ السياسي في المنطقة.
إن تقاطر قادة الدول المؤثرة في مناطق النزاعات، وكذلك تتابع زيارات رؤساء وأعضاء حكومات الدول الصناعية، فضلاً عن الدول الصاعدة تنموياً، على المملكة العربية السعودية لم يأت من فراغ بل جاء نتيجة ثمرة من الحلول الناجعة لكثير من المشاكل المعقدة التي طالما شكلت حواجز تنموية في سالف الدهر، وعليه فإن الطفرة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تشهدها المملكة العربية السعودية في شتى المجالات اليوم، أشياء قوت الإيمان بوجود «مصلح» وقائد مشروع حضاري قادر على إحياء الماضي المشرق.
محمد بن سلمان أمل العرب من المحيط إلى الخليج وفق ما معطيات تسيير الأزمات ومعالجتها ...
ومواكبة لقطار الحداثة والتحديث تعتبر مدينة نيوم تحفة عمرانية فريدة بتصاميمها، وجمالها، ناهيك عن حركة تحديث واسعة النطاق في كل محافظات المملكة العربية السعودية.
قصارى القول إن هناك نفوذاً، وانفتاحاً يتزايدان شيئًا فشيئاً على المستوى الدولي، قاسمهما المشترك هو التعاون والشراكة والسلام، موازاة مع تحويل المملكة العربية السعودية إلى ورشة كبرى ووجهة سياحية وقبلة لرأس المال المهاجر بفعل وجود مناخ جاذب وكيان مستقر وحكم رشيد.
إن تصدي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمخططات الإمبريالية العالمية الجديدة الساعية إلى وأد «إستراتيجية الإصلاح» الشامل السريعة المعطى فور توليه ولاية العهد المباركة ليس من الغرابة، فالنصر من شيم الأمراء، والمكان أثبتت حلقات التاريخ حفظ المولى عز وجل له من كل المكاره والأخطار الخارجية، وبالتالي فالانتصار على الأعداء ناتج عن جملة عوامل منها لا الحصر:
الشجاعة والإقدام والدهاء والحكمة والمعرفة وهذا ما جعلنا نستحضر قول المتنبي:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر أهل الكرام المكارم