ناهد الأغا
هذي عسير ظلال الحسن والألق
وشمعة ترتوي من منبع الأفق
تذوب من سحرها شطآن رابية
تنساب من جدول أو في ندى الورق
- (من شعر أحمد عبد الله عسيري)
عسير الواحة الغناء، والطبيعة الجميلة الخلابة، التي تسحر الألباب، وتبهر الأبصار، وهي تتنقل بين جمال الجبال والقمم الشامخة السامقة، وخضرة الهضاب والسهول الوارفة فيها، وعمق تاريخ وتراث ممتد عبر عقود من الزمان.
منذ أن بزغ نجم المملكة العربية السعودية، كانت لعسير حكاية رافقت التأسيس، ووقفت شاهدة على محطات العزة والإباء والكبرياء، متخذة من مدينة أبها مقرا للإمارة فيها عام 1338هـ.
وأثارت عسير مخيلة الشعراء وقرائحهم، وجادت كلماتهم وأوصافهم في جمال ومحبة عسير، وأجمل الأبيات التي قيلت في حب وجمال عسير المنطقة والتاريخ والتضاريس والأهالي ما جادت به قريحة حضرة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل آل سعود (دايم السيف) في مدح عسير وجمالها، وتاريخها، وقبائلها، وكان تسلَّم مقاليد الإمارة فيها، وعاد بزيارة لها، وقال:
عادني صدق المشاعر في عسير
في شموخ جبالها ورجالها
يشهد اللي حط منزلهم كبير
في خفوقي للرجال أبطالها
لو مدحت أفعالهم ما هو كثير
يكسب الأمجاد من يسعى لها
القبايل والمداين والأمير
كرموني كرم الله فالها
يا كثر ما خذت في يوم قصير
ويا كثر ما عندهم أمثالها
طبعهم من جوهم دايم مطير
كل ما هلت يعود أخيالها
وزاد حُسن عسير حُسناً وجمالاً وبهاء، بما حباها الله ممن وُلِيَ شؤون إمارتها منذ العام 2018 حضرة صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه، وألبسه الله ثوب الصحة والعافية -، الذي أحب عسير وأحبته، وأحبه كل من يقطنها، والذي دأب جُهداً في سنوات توليه مقاليد المسؤولية في إمارة أبها، أن تكون مسيرة التطوير والتطور لمنطقة عسير سائرة بقوة وثبات لا يتزحزح أبداً، فرئاسة سموه لهيئة تطوير عسير، اتحدت فيها العناصر جميعها ما ارتبط فيها بالإنسان والأرض، وتحقيق التنمية المستدامة وعناصرها كافة، للإسهام في تحقيق سُبل العيش الكريم، والسير جنباً إلى جنب وتكريس نهج الأصالة والحداثة المستمد من طبيعتها الخلابة وتراثها العريق، فأُطلقت مبادرات تصب جميعها في منبع نماء وتطور عسير سواء أكان ما يتعلق فيها بالاقتصاد أم الأرض أم الإنسان أم الحوكمة، لأن الإيمان المطلق بأن الخير الوفير يجب أن تنعم به الأجيال جميعها، في الغد البعيد، وأن تستمر الأعين والأبصار والأنفس بأن تحظى بالفرح والانتشاء بجمال الطبيعة الخلابة، والوقوف على تراث يُحاكي أزمنة امتدت أعواما وأعوام.
دُمت يا عسير... عسيرةً على الأعادي، يسيرةً في وطن أبي حصين منيع، وافرةً يانعةً لا تعرف الذبول أبداً.