سلطان مصلح مسلط الحارثي
جاء دون سابق إنذار ومعرفة، جاء والغالبية متخوف من عدم معرفته بالوسط الرياضي، رغم أنني على المستوى الشخصي أعرف بأنه كان قريباً من البيت الهلالي، ويعرف جل تفاصيله، تحديداً في السنوات السبع التي سبقت رئاسته، فقد كان لديه طموح كبير في رئاسة نادي الهلال، واقترب أكثر في السنة التي سبقت انتخابه، وكان مطلعاً على أدق التفاصيل داخل الكيان الهلالي، ولكن الغالبية لم يعرفوا ابن نافل إلا بعد إعلان ترشحه، إلا أنهم منحوه الثقة بناءً على ثقة من يدعمه ويقف خلفه، وهذا لم يستمر طويلاً، حيث انتزع بنفسه الثقة من جماهيرناديه بعد مرور موسم واحد فقط، ودخل قلوب جماهير الهلال، بل البعض اليوم يعتبره الرئيس الذهبي، والبعض الآخر يعتبره، واحداً من أعظم رؤساء الأندية السعودية على مرِّ تاريخها.
هذا هو الأستاذ فهد بن سعد بن نافل العتيبي، الذي استلم رئاسة نادي الهلال موسم 2019، وأكل الأخضر واليابس، وحقق من البطولات والإنجازات مايتمناه أي نادٍ، بل ماحققه في أول موسم له، لم تحققه أندية منذ تأسيسها، وهذا النجاح الباهر جعل الجمهور الهلالي ينادي باستمراره، وتم الضغط عليه ليكون رئيساً لفترة ثانية، وقد تقدم بملفه وحيداً ليكون رئيس نادي الهلال القادم، ولكن ماذا لدى ابن نافل ليقدمه في الفترة الثانية حتى يستمر رئيساً منجزاً ومحبوباً من جماهير ناديه؟ لا شك أن المهمة صعبة بل وصعبة جداً، وتزيد صعوبتها حينما ندرك أن أندية روشن خلال الموسم القادم مختلفة تماماً عن المراحل السابقة، فالدولة رعاها الله اهتمت بكل الأندية ودعمتها، وفي الموسم القادم سيكون وضع الدوري السعودي مختلفاً من الناحية الفنية باستقطاب نجوم ذات أسماء كبيرة على مستوى العالم، وهذا ماسوف يصعب من مهمة أي إدارة، فما بالكم بإدارة الأستاذ فهد بن نافل، التي تملك إرثاً كبيراً، وتسعى للحفاظ عليه، ففي أربع سنوات، استطاعت أن تحقق 8 بطولات متنوعة، مابين آسيوية ودوري وكأس ملك وسوبر، بالإضافة إلى الإنجاز الأعظم على مستوى كرة القدم السعودية وهو «وصافةالعالم».
كل تلك الإنجازات تسجل باسم إدارة ابن نافل، ولكنها في المقابل تضعه تحت الضغط، وتحمله حملاً كبيراً جداً، فإن أخفق لن تشفع له إنجازاته السابقة، رغم أن تلك المنجزات لو حققها رئيس آخر في نادٍ آخر، لأصبح من رموز النادي، بل ربما يكون الرمز الأول عند بعض الأندية، ولكن لأن جمهور الهلال اعتاد على البطولات، لم يصنع من ابن نافل رمزاً، ولم يطلقوا عليه أي لقب، وظل يحمل اسمه مجرداً.
مرحلة الهلال القادمة، تحتاج من الأستاذ فهد وإدارته مراجعة الأخطاء السابقة، ومحاولة تصحيحها، فالجمهور الهلالي الذي ينادي اليوم باستمراره، لو أخطأ غداً سيكون ضده، وربما وصلت الضدية لمطالبته بالرحيل، ولن يشفع له التاريخ، فالهلالي يبني تقييمه بناءً على كل مرحلة، وهو الأمر الذي جعل الهلال يستمر بطلاً منذ خمسين عاماً.
الأكيد أن فهد بن نافل اليوم ليس بفهد بن نافل عام 2019، فاليوم كسب الخبرة، وزاد رصيده المعرفي، ومع الإنجازات والبطولات زادت ثقته بنفسه، ولذلك يفترض أن تكون المرحلة القادمة أكثر نضجاً، وأكثر إنجازاً، خاصة ونحن نتحدث عن نادٍ يقف خلفه شخصية رياضية هلالية، تدعم بلا منّة، وتعطي دون أي شرط أو قيد، ونعني هنا الأمير الوليد بن طلال، الذي يعتبر اليوم «كبير الهلاليين»، فدعمه المتواصل منذ خمسة عقود، لم ينقطع يوماً، ولم يكن مع إدارة ضد أخرى، بل دعم جميع الإدارات، ووقف مع الهلال في أحلك الظروف، ودعمه نابع من عشق لايمكن أن يُخفى، ألا يكفي أنه في الموسم المنصرم كما أُعلن رسمياً دعم ناديه بأكثر من 121 مليون ريال؟.
محظوظ الهلال بهذا الأمير العاشق، ومحظوظ الوسط الرياضي بشخصية مثل شخصية الأمير الوليد بن طلال، فدعمه لم يقتصر على ناديه فقط، بل شمل معظم الأندية السعودية، حتى المنافسة لفريقه دعمها، ونتذكر في أكثر من موسم، حقق فريق النصر بطولات بعضها جاءت بعد منافسة شرسة مع فريق الهلال، ولكن هذا لم يمنع سموه من دعم فريق النصر، وفي هذا الموسم، أعلن عن مكافأة مقدارها 3 ملايين ريال لنادي الاتحاد بعد تحقيق لقب الدوري، وهذا دليل مباشر على الروح الرياضية التي يتمتع بها الأمير الوليد بن طلال، ومحبته الكبيرة للمنافسة الشريفة.
تحت السطر:
- ثنائية الوليد بن طلال وابن نافل تتكرر في المشهد الهلالي منذ عقود، فقد كان خلف كل رئيس داعم أساسي، ويدعمه بقية أعضاء الشرف بحسب قدرتهم، وهذا النظام جعل الهلال ينفرد عن البقية بإنجازاته، إلا إن ثنائية الوليد وابن نافل جاءت في مرحلة حساسة وصعبة ومعقدة، وتضخمت فيها عقود اللاعبين سواء المحليين أو الأجانب، وزاد فيها الصرف المالي بشكل مضاعف عن السنوات الماضية، ناهيك عن الأنظمة الصارمة في الجانب الإداري والمالي والقانوني، وهذا ماجعل البعض يؤكد أن ثنائية الوليد وابن نافل أكثر تميزاً من سابقاتها على كافة المستويات والصعد، رغم أن الهلاليين لا يفرقون بين رئيس وآخر، وبين داعم وآخر، فالكل عاشق، ويدعم بحسب قدرته، والأهم عند الجمهورالأزرق هو الذهب، وهذا ماتحقق في عهد جميع إدارات الهلال منذ خمسة عقود.
- يحسب للأمير الوليد بن طلال أنه مستمر في دعم نادي الهلال منذ عقود، وحينما تنازل 99 % من أعضاء الشرف عن دعم أنديتهم مالياً، استمر الوليد يدعم ناديه بل زاد دعمه عن السابق، وهذا ينطبق على الأمير خالد بن فهد في نادي النصر، ولكن دعمه كان أقل بكثير من دعم الوليد للهلال.