تلتصق الحياة بأشخاص لا تعرفهم من قبل ثم يصبحون جزءاً أساسياً في حياتك، أم هشام الأخت الفاضلة وداد بنت عبدالرحمن السالم رحمها الله عرفتها ببساطتها وطيبتها منذ شهر فبراير 1986 عند اقتراني بشقيقتها زوجتي الغالية ورفيقة دربي أختها عايدة.
هذه السيدة الفاضلة الكريمة المضيافة أم هشام كما هي تحب أن ندعوها.
امرأة فريدة في كل ما أريد وصفه ولكنني أجد الكلمات تقف عاجزة عن إعطائها ما تستحق من كل وصف جميل، امرأة تتشكل فيها أسمى قيم الوفاء فموقفها مع زوجها الأخ العزيز والغالي عبدالعزيز بن علي الموسى خلال فترة توعكه خير شاهد على نبل وشهامة هذه المرأة العظيمة، امرأة تجمع بين البساطة وسمو الأخلاق، عفيفة اللسان، كريمة فوق كل أوصاف الكرم، مضيافة... بيتها وقلبها مشرعان للجميع دون قيود، أمٌّ حاضنة للجميع. متعبدة، متهجدة، متصدقة بصمت...... سمعت في مجلس العزاء وصفاً علق في ذهني واختصر عليَّ مسافات البحث عندما قال أخونا وصديقنا والجار الوفي لأبو وأم هشام الأخ العزيز أبو وضّاح «أم هشام راحت بالزين».
فعلاً أمّ هشام راحت بالزين وأكثر من الزين.. مذكورة بالخير يا أم هشام.... أعمالها الخيرية الصامتة تكشفت بعد وفاتها... يا أم هشام كم أنتِ عظيمة الله يرحمك ويسكنك الفردوس الأعلى في جنات النعيم. قال تعالى في محكم كتابه: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.
لا أعرف كيف افتقدناك ؟
هربت هكذا من بين أيدينا على غفلة ولكنها هكذا هي الأقدار.
لم أبكِ وأحزن بمرارة مؤلمة توازي مرارة حزني وألمي على وفاة شقيقي أحمد الله يرحمه كما حزنت وتألمت كثيراً على وفاتك يا أم هشام.
أسأل الله العلي القدير أن يتغمدك بواسع رحمته ورضوانه وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة وأن يربط على قلوب محبيك وأن ينزل السكينة والطمأنينة على قلوب أبنائك وبناتك وزوجك ورفيق دربك الأخ الشهم النبيل عبدالعزيز بن علي الموسى أبو هشام وكافة محبيك.
ذكراك عطرة وستظل عطرة خالدة في قلوب الجميع.
رحمك الله يا أم هشام.
** **
- سليمان بن عبدالله الحمدان