العفو عن الناس صفة يحبها الله، وخلق إسلامي يعطي صاحبه ميزة الإحسان قال الله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ}.
التسامح عن الخطل يُبقي العلاقات بين الناس سليمة وبعيدة عن الخصومات ودليل انقياد وتمسك بالسنة فكثيراً ما تبدأ شرارة التعدي باللسان أو اليد نتيجة خطأ يمكن تجاوزه بالتحاور والتماس العذر للآخرين.
هناك مواقف خلاف تأخذ حجماً وحيزاً واسعاً نتيجة إصرار الأطراف على وجهات نظرهم دون إعطاء مسافة أو مكان للصلح فحين يغيب العقل نتيجة الإصرار على قولي صحيح ومايقوله الآخر غير صحيح هنا يكبر الخلاف ويتشعب ورحم الله الإمام الشافعي صاحب المقولة المشهورة رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب قاعدة فقهية وهي في موضوعنا بمثابة الكوابح تمنع الإنسان من الانزلاق بعيداً دفاعاً عن وجهة نظره والتي تحتمل الخطأ والصواب.
العجلة في إعطاء أحكام سريعة من قبل الخصوم يعمق أمد النزاع ويجعل الخصومات تأخذ وقتاً أطول وجهداً أكبر ولهذا جاء الإسلام ليزرع في النفوس حب الخير ونبذ النزاع وذلك بكظم الغيظ والعفو عمن أساء إليك ورتب على ذلك الأجر والمثوبة من الله قال صلى الله عليه وسلم: (إنك لن تدع شيئاً لله عز وجل إلا بدلك الله به ما هو خير لك منه).
المشكلات متعددة قد تكون زوجية وقد تكون مادية وقد تكون وجهات نظر وكلها قابلة للتسامح وقابلة للعفو أياً كان الخطأ قولاً أو فعلاً وأختم بقول الحق وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ .