الموضوعات الأكثر
يواجه أصحاب الشركات والمشروعات الصغيرة في جميع أنحاء العالم تحديات غير مسبوقة في الوقت الحالي، بسبب التغيرات المتسارعة في معدلات التضخم، التي وصلت إلى أعلى المستويات وتواصل الصعود، بجانب الركود الاقتصادي الذي تعاني منه معظم الأسواق بسبب ارتفاع الأسعار الجنوني وانخفاض القوة الشرائية للمستهلكين، وهو ما يضع أصحاب الشركات في تحدٍّ صعب عند تسعير المنتجات والخدمات.
فهل يجب على الشركات رفع الأسعار للحفاظ على الأرباح والمخاطرة بفقدان العملاء وانخفاض الطلب، أم يجب عليها تحمل تكاليف إضافية وتثبيت الأسعار للحفاظ على معدل الطلب ورضا العملاء؟
لا توجد إجابة محددة لهذا السؤال ولكن هناك عدة استراتيجيات تسعير يوصي بها الخبراء الاقتصاديون، يمكن للشركات اتباعها في ظل معدلات التضخم المرتفعة:
* استراتيجية زيادة الأسعار الانتقائية:
في أوقات التضخم وارتفاع تكاليف الإنتاج يمكنك تقسيم منتجات شركتك ما بين منتجات ذات هامش ربح مرتفع ومنتجات أقل ربحًا، ثم ارفع أسعار المنتجات الأكثر ربحًا فقط وتثبيت أسعار باقي المنتجات دون تغيير، وبهذه الطريقة يمكنك الحفاظ على أرباحك وتقليل آثار التداعيات السلبية التي يمكن أن تواجهها عند زيادة أسعار جميع المنتجات مثل انخفاض الطلب وفقدان العملاء لصالح المنافسين.
* استراتيجية تسعير العناصر ذات القيمة الأساسية:
مع انخفاض القوة الشرائية للمستهلكين يجب أن تسعى لفهم احتياجات عملائك بشكل أفضل، بحيث تكون قادراً على معرفة قيمة كل منتج بالنسبة لعملائك.
تعتمد تلك الاستراتيجية على معرفة المنتجات الضرورية والأكثر مبيعًا التي يشتريها العملاء بشكل متكرر، ثم تثبيت أسعار تلك المنتجات وبيعها بسعر تنافسي، بحيث يتم استخدام تلك المنتجات الضرورية ذات الأسعار المنخفضة، لجذب المستهلكين وحثهم على شراء منتجات ذات هامش ربح أعلى، وفي تلك الحالة يمكنك تحقيق المزيد من الأرباح من خلال تحديد هوامش ربح أعلى من معدلات التضخم.
* استراتيجية التسعير التنافسي:
تعتمد تلك الاستراتيجية على تسعير المنتجات بناءً على المنافسة، بمعنى مراقبة أسعار المنافسين وتسعير منتجاتك بسعر أقل، بحيث تتميز على المنافسين وتجذب المزيد من العملاء، ولكن يجب تطبيق تلك الاستراتيجية بما يتماشى مع أهداف شركتك مع الحفاظ على وجود هامش ربح جيد.
* استراتيجية التسعير بناءً على الطلب:
تتسم تلك الاستراتيجية بالمرونة حيث يتم تسعير المنتجات بناءً على حجم الطلب عليها، وتتبع الفنادق وشركات الطيران وتطبيقات النقل التشاركي تلك الاستراتيجية، فتلك الشركات تقوم بتحديد سعر المنتجات أو الخدمات بناءً على حجم الطلب، لذلك تجد أسعار الرحلات أعلى في أوقات الأعياد والمناسبات والعكس في أوقات الركود.
قد يكون من المفيد للشركات استخدام مزيج من تلك الاستراتيجيات لمواجهة التضخم، ولكن قبل تطبيق تلك الاستراتيجيات يجب على الشركة محاولة إيجاد حلول مبتكرة للحفاظ على أسعار المنتجات أو زيادتها بشكل طفيف عن طريق تقليل تكاليف الإنتاج من خلال تحسين كفاءة العمل أو تقليل النفقات غير الضرورية والبحث عن بدائل وخامات أقل تكلفة مما يساهم في تحسين هامش الربح دون الحاجة لزيادة الأسعار.
كما يمكن اللجوء إلى استراتيجية تقليص حجم المنتجات، بمعنى تقليل الكمية أو تصغير حجم المنتج وبيعه بنفس السعر، أو تطوير المنتج وإزالة بعض الميزات منه، أو إنتاج إصدارات بأحجام ومزايا مختلفة وبيعها بأسعار مختلفة.
وأخيرًا من الضروري إبلاغ عملائك قبل تغيير السعر مع تقديم مبرر لارتفاع الأسعار من أجل الحفاظ على شفافية العلامة التجارية وثقة عملائك.