«الجزيرة» - الرياض:
وفق منظومة عمل تكاملي، تتضافر جهود مختلف الجهات في المملكة العربية السعودية، لتقديم تجربة حج ميسرة وصحية وآمنة للحجاج القادمين من داخل المملكة وخارجها، منذ بدء مناسكهم وحتى اكتمال أدائهم لهذه الفريضة وعودتهم لديارهم سالمين. وليكون موسم حج 1444هـ موسمًا صحيًا؛ يعمل القطاع الصحي في المملكة بتكاتف عددٍ من الجهات على تسخير كافة الإمكانات وحشد الاستعدادات من مبانٍ ومراكز صحية وإسعافية، وكوادر مؤهلة في أصعب التخصصات وأدقها، لتقديم وتسهيل جميع الخدمات الصحية، وجعلها قريبة من الحجاج، بالإضافة إلى تميز المملكة في طب الحشود، وتأسيسها مركزًا دوليًا معتمدًا لطب الحشود، وتعزيزها لمبدأ الوقاية من الأمراض والحفاظ على الصحة العامة، وتأهبها التام لتفعيل خطط الطوارئ حال الحاجة لها.
إسهامات التحول الصحي في الحفاظ على صحة ضيوف الرحمن
اهتمت المملكة منذ تأسيسها بصحة الإنسان وجاءت رؤية المملكة 2030 لتخصص مجموعة من الأهداف المتعلقة ببناء مجتمعٍ حيوي أساسه الصحة، وبدأت مسيرة تحول القطاع الصحي، واضعة صحة الفرد في مقدمة أولوياتها، مواطنًا كان أم مقيمًا أم ضيفًا من ضيوف الرحمن، وذلك من خلال مجموعة من المبادرات التي تعنى بتطوير منظومة الصحة في المملكة وتسهيل الوصول للخدمة وتحسين جودتها وتعزيز الوقاية ضد المخاطر الصحية، بدايةً من الحفاظ على مستوى الأمن الصحي في المملكة وتأسيس البنى التحتية الملائمة والقادرة على استيعاب كافة المواسم، ومن بينها موسم الحج الذي تتجه فيه أفئدة الملايين من جميع أنحاء العالم إلى المشاعر المقدسة.
وتشمل مبادرات التحول في القطاع الصحي مبادرة معنية بتعزيز المشاركة المجتمعية في القطاع، وذلك بالاستفادة من حجم العطاء الخيري في المملكة، ومن الطاقات البشرية المعطاءة والمهتمة بالمشاركة في خدمة ضيوف الرحمن. ويعد «مركز التطوع الصحي» المعني بتسهيل وتمكين الفرص للمتطوعين الصحيين والتنظيمات اللازمة لمشاركة آلاف المتطوعين والمتطوعات في موسم الحج، وتسخير إمكاناتهم ومعارفهم وتدريبهم لتقديم خدمات الرعاية الصحية للحجاج.
كما أسهمت مبادرات تحول القطاع الصحي في حصول الحجاج على الخدمات الصحية المتخصصة بيسر وسهولة من خلال تبني أحدث التقنيات التي تسهم في وصول الخدمات الاستشارية المتخصصة افتراضيًا إلى ضيوف الرحمن دون الحاجة إلى نقلهم من المشاعر المقدسة، وفي مقدمة هذه الخدمات مستشفى صحة الافتراضي، وتطبيق «صحتي»، وغيرها من التطبيقات الإلكترونية.
هذا إضافةً إلى الأدوار التوعوية والوقائية التي تقوم بها هيئة الصحة العامة (وقاية)، من خلال تتبعها ورصدها للأمراض المعدية وغير المعدية، وتحديد الإجراءات الوقائية واللقاحات اللازمة للحجاج، وتوعيتهم بكافة الاحترازات والإرشادات الصحية للحفاظ على سلامتهم، وإصدار الأدلة الإرشادية للعاملين في الحج، بما يضمن خلو موسم الحج من تفشي الأمراض والأوبئة.
كما يعمل المركز الوطني لإدارة الأزمات والكوارث على متابعة ورصد جميع الأحداث الصحية التي قد تؤثر على صحة ضيوف الرحمن، والتأكد من جاهزية القطاع الصحي -بمشيئة الله- للاستجابة لمختلف الحالات، من خلال متابعة أداء المستشفيات التابعة لوزارة الصحة في المشاعر المقدسة، عبر مركزٍ وطني للقيادة والتحكم وعلى مستويات متقدمة، وبكوادر واختصاصات متنوعة صحية وإدارية تعنى بمجال الأزمات والكوارث الصحية.
وتتكامل مبادرات تحول القطاع الصحي مع جهود مختلف الجهات المعنية لتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة بما يضمن حصول الحاج والمعتمر على خدمات صحية بجودة وكفاءة عالية على أيدي كفاءات مؤهلة، علاوةً على الاهتمام بدعم ورفع كفاءة الخدمات الإسعافية، لتقديم الخدمات الطارئة عند الحاجة إليها، وبالتالي ضمان رحلة حج صحية يؤدي فيها ضيوف الرحمن نسكهم بطمأنينة، حتى عودتهم إلى ذويهم بصحة وسلامة.
يذكر أن جهود تحول القطاع الصحي بدأت مع انطلاق رؤية المملكة 2030 في 2016م، وتهدف إلى الارتقاء بالقطاع الصحي وتعزيز قدراته وتحسين خدماته، وتنفيذ مجموعة من المبادرات والمشاريع التي تسهم في الوصول إلى مجتمعٍ حيوي يحظى أفراده بحياة صحية وعامرة.