مها محمد الشريف
منذ إطلاق رؤية 2030 التي نقلت الاقتصاد الوطني للمنافسة العالمية بشتى المجالات، فالإمكانات الهائلة تحقق الأهداف من أجل غاياتها لمرحلة قادمة، حيث يعايش العالم قوة اقتصادية سعودية يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يتصدر مكانة عالمية رفيعة، رجل لا يمكن أن يتجاهل تناقضات عصره، فكل شيء حوله يحظى بأهميته السياسية والاقتصادية.
وفي زيارة رسمية لفرنسا التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس، حيث عقدا اجتماعاً ثنائياً موسعاً بحضور وفدي البلدين، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية، حيث عقدا اجتماعاً ثنائياً موسعاً بحضور وفدي البلدين.
وستنعكس زيارة ولي العهد السعودي إلى فرنسا على التعاون السياسي والاقتصادي، فالعلاقات بين البلدين ممتدة منذ أكثر من 97 عاماً، وكانت فعاليات منتدى الاستثمار السعودي الفرنسي في باريس، استعرض العديد من فرص الاستثمار في مجالات السياحة والثقافة والتكنولوجيا والطاقة النظيفة، والمنتدي جذب قرابة 800 مستثمر سعودي وفرنسي وتم خلال توقيع 24 اتفاقية مبدئية واستثمارية في العديد من المجالات، بقيمة 3 مليارات يورو، وتبادل تجاري بين البلدين يقدر بـ11 مليار يورو في 2022 بنسبة نمو 47 % على أساس سنوي.
هناك اسهامات بالغة الأهمية فالمملكة حققت أعلى معدلات النمو بين دول مجموعة العشرين، والاقتصاد السعودي حقق نموا وصل إلى 8.7 % خلال 2022، واستضافة الرياض لإكسبو 2030 سيتزامن مع عام الرؤية، وترقب محلي وعالمي لاستضافة المملكة لهذا الحدث العالمي، فالتاريخ لا يصنع نفسه دون الإنسان.
لقد حققت إنجازا اقتصاديا متقدما، واصبحت تحتل المرتبة الـ16 بين دول العالم على مستوى الناتج المحلي، وتضاعف الاستثمار الأجنبي المباشر بنحو 4 مرات منذ إطلاق الرؤية، وخلال الزيارة الرسمية لفرنسا شارك ولي العهد في حفل استقبال المملكة الرسمي لترشح الرياض لاستضافة إكسبو 2030 المقرر عقده في باريس في حفل الاستقبال الرسمي لممثلي 179 دولة من أعضاء المكتب الدولي للمعارض المنظمة المسؤولة عن معرض إكسبو الدولي عشية انعقاد اجتماع الجمعية العمومية 172 للمكتب الذي عقد الثلاثاء 20 يونيو 2023 في باريس.
ويأتي هذا الحفل ضمن إجراءات الترشيح ويهدف إلى التعريف بجاهزية العاصمة وخططها ومشاريعها لاستضافة المعرض، والرياض في 2030 ستكون أحد أهم المدن العالمية من حيث إسهامها في الاقتصاد الوطني، لما لها من مميزات في كافة المجالات من حيث شبكات النقل العام في العالم، ووجود أكبر حديقة حضرية في العالم حديقة الملك سلمان، و4.2 مليون متر مربع من المسطحات الخضراء ضمن مشروع المسار الرياضي، وقليل من كثير قُدم تمهيداً للتصويت لاختيار المدينة المستضيفة لهذا الحدث في اجتماع الجمعية العمومية التالي، الذي سيعقد في شهر نوفمبر 2023 .
ويشتمل حفل الاستقبال، الذي تقيمه الهيئة الملكية لمدينة الرياض، على معرض يعبّر عن العمق الحضاري والثقافي للمملكة وعاصمتها، ويبرز ثقلها السياسي والاقتصادي، وتميز موقعها الجغرافي، وبنيتها التحتية المميزة التي تجعلها جاهزة لاحتضان أكبر الفعاليات والمناسبات العالمية، وما ستكون عليه من قدرات أكبر عند اكتمال المشاريع التطويرية الجاري تنفيذها، والمقرر تدشينها قبل الموعد المحدد لانطلاق المعرض.
والطريقة التي نفسر بها العالم تُحدث فارقاً ضخماً في الكيفية التي نتفاعل بها، وتُرى بعين العقل بوضوح وتقدم نموذج ذهني للعالم يُقال عنه الوعي التام بتبادل المصالح مع دول العالم، والسياسة الخارجية السعودية دليل قوة، رغم الكثير من التحديات والمسألة هنا لشرح واقع يبدو مألوفاً للجميع يحدد كثيراً من جوانب السياسة الخارجية الناجحة.
والذي يمكن أن نضيفه هو أن الفوز باستضافة معرض «إكسبو 2030» في الرياض، والفوائد الجمّة على الصُّعُد الاقتصادية والإستراتيجية واستقطاب الزوار الدوليّين، وما ينطوي على ذلك من دلالات ومكاسب، حيث رصدت المملكة لهذا الحدث المهم ميزانية تناهز 7.3 مليار دولار، واقترحت في عرضها المقدم للمكتب الدولي للمعارض، الجهة المسؤولة عن معرض إكسبو، أن يكون الموضوع الرئيسي هو حقبة التغيير: معاً نستشرف المستقبل.