أجرى الحوار - عوض مانع القحطاني/ تصوير - فتحي كالي:
قال مدير عام جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الأستاذ مجري بن مبارك القحطاني بأن الجهاز لديه خططاً وإستراتيجية جديدة لتطوير العمل الإعلامي وفق التحولات الجديدة وبما يتوافق مع رؤية دول مجلس التعاون باعتبار أن الإعلام مهم جداً وأن دول المجلس أصبحت تملك إعلاماً قوياً. وأضاف مجري بأن الجهاز يسعى لإيصال رسالة دول المجلس للعالم الآخر وفق ما تتمتع به دول المجلس من تراث وثقافة وحضارة وسياحة، وأشار إلى أن جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج درب ما يقارب الـ2000 شخص في مجال إعداد البرامج وتنوع الإعلام لدول المجلس.. وإلى نص الحوار:
* يمثل التلفزيون أحد قنوات التواصل بين دول مجلس التعاون.. هل لكم الحديث عن هذا الجهاز؟
هذا الجهاز من أقدم العمل الخليجي المشترك حيث أسس هذا الجهاز في عام 1977م أي قبل إنشاء مجلس التعاون، كان مسماه في السابق إذاعة الخليج في عام 2005م ضم إليه جهاز تلفزيون الخليج باقتراح من مجلس التعاون وهو بالتوافق بين دول الأعضاء أصبح الآن مسماه جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج وقد أصبحت الآن مؤسسة خليجية تنسيقية للعمل الخليجي الإعلامي المشترك لدول المجلس خاصة في مجالات الإعلام للإعلام الإذاعي والتلفزيوني.
* ما هي أبرز المنتوجات لهذه المؤسسة؟
الواقع أبرزها وأقدمها هو مهرجان الإذاعة والتلفزيون الذي صنع كثيراً من النجوم والرواد في عام 1980م في دولة الكويت وكذلك في عام 1983 - 1984م في دولة الكويت قبل انتقاله إلى البحرين واستمر حتى الدورة الخامسة عشرة.
وقال مجري إن دور هذا الجهاز هو التنسيق للعمل الإعلامي بين دول المجلس في مجال الإذاعة والتلفزيون ومجالات التدريب وجائزة الخليج للدراسات الإعلامية وهي جائزة كبرى وهذا العمل يقام سنوياً، ونحن نتطلع إلى أن تشجع هذه الجائزة الباحثين في مجال صناعة العمل الإعلامي والإبداع بين دول المجلس وقد توقفت الجائزة فترة ونحن نعمل على إعادتها ولكن وفق ضوابط جديدة تتطابق مع المفاهيم الإعلامية للوسائل الإعلامية المختلفة، وقريباً سوف نعلن عن عمل مشترك لدول المجلس وفق رؤية قادة دول المجلس الذين يحثون ويؤكدون على وجود إعلام قوي بين دول المجلس للدفاع عن قضايا دول المجلس، وقد اكتمل عمر هذا الجهاز ما يقارب من 45 عاماً من العطاء والإنجازات ونعزز النشيد الوطني الخليجي (خليجنا واحد ودربنا واحد).
مبنى الجهاز وسط حي السفارات
وأضاف القحطاني أن مبنى جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج يقع حالياً في وسط حي السفارات وقد تكلفت المملكة بالأرض والبناء حيث تكلف ما يقارب من 28 مليوناً ونعتبر هذا الجهاز هو بيت الإعلام الخليجي وهو يعمل من أجل الإعلام الخليجي المشترك وقد حظي هذا الجهاز بدعم ومساندة من المملكة حتى يبقى رمزاً إعلامياً لدول المجلس.
* وحول منجزات هذا الجهاز أوضح أن لديهم طموحات كثيرة وتطلعات كبيرة تتماشى مع رؤية دول المجلس واهتماماتهم والتنسيق مع المواقف الإعلامية خاصة أن هذا الجهاز كان يوماً من الأيام ينتج الرسالة الإعلامية الموحدة، موضحاً أن لهذا الجهاز تاريخاً كبيراً فيما يتعلق بالعمل الإعلامي وإن شاء الله لدينا خطوات قادمة فيها من الشيء الكثير الذي سيخدم العمل الإعلامي بين دول المجلس.
وحول العوائق التي تواجه هذا الجهاز قال القحطاني: إن أي عمل لابد أن تكون له عوائق لأننا لا نتوقع بأن كل الطرق مفروشة بالورود خاصة العمل الإعلامي وأنا أعتقد أن العوائق إذا حدث ذلك فهي محفزة لك لتبذل الجهود من أجل التغلب على المصاعب وحتى يتم الرقي ليتحقق لك عمل إعلامي رائع وجيد، لأن الطرق إذا كانت مسيرة فأنت ماشي على وتيرة وليس عندك إبداع، والعوائق من طبيعة العمل، والعمل الإعلامي خاصة عندما يكون فيه عمل جماعي وتنافسي ولذلك فلابد من التنسيق.
مجالات التدريب
* وعن مجالات التدريب أكد القحطاني أن لديهم التدريب منذ عام 2005 ولكننا طورنا مجالات التدريب وأصبح لدينا خطة متكاملة عن مجالات تدريب العاملين في الإعلام وخلال الـ3 سنوات الماضية دربنا أكثر من 2000 شاب وشابة في مجال إعداد البرامج والعمل الإعلامي العاملين في الهيئات الإعلامية في دول مجلس التعاون.
* ما هي الأقسام الموجودة لديكم؟
لدينا أقسام ولجان في مجالات إعداد البرامج والمهرجانات ولجنة دائمة لمسؤولي الإذاعة والتلفزيون ولجنة دائمة للتدريب الإعلامي ولجنة التوثيق الإعلامي كل هذا نطرح فيه دائماً الآراء والنقاش مع أصحاب الخبرة موضحاً بأن دول الخليج دائماً محفزة وداعمة لنا في فعالياتنا وندواتنا وبرامجنا وخاصة المهرجان العربي الذي يقام في تونس في نهاية هذا الشهر سيكون لنا وحدة تمثل دول مجلس التعاون.
المسؤولون بالأمانة حريصون على مواكبة الأحداث
وكشف القحطاني أن جهاز الإذاعات وتلفزيونات الخليج وفق رؤية خادم الحرمين الشريفين واعتباراً من 1-1-2021م وأصبحت جميع المكاتب والهيئات التابعة لهذا الجهاز تحت مظلة دول المجلس من ناحية تطبيق اللوائح والتنظيمات الإدارية والمالية، وأوضح بأن الأمين العام لمجلس التعاون الخليج قد زار جهاز تلفزيون الخليج، وأكد بأن الإعلام مهم ولابد من التطوير ومسايرة الأحداث والتطورات خاصة بأن مجلس التعاون اليوم أصبح خلية من الاجتماعات والمؤتمرات التي تهم دول المجلس مع العالم خاصة التحولات الجديدة في عمل المجلس والنقلة النوعية وهو كيان كبير أسس لكي يبقى ويتطور في جميع إداراته المختلفة.
لكل مرحلة لها متطلباتها
* هل استطاع جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج إيصال رسالته؟
أستطيع أن أقول إننا حققنا كثيراً من الأهداف ولدينا إستراتيجية جديدة نعمل عليها وفق رؤية قادة دول المجلس خاصة بأن كل مرحلة لها متطلباتها، وهناك متغيرات لابد من مسايرتها وأصبح الإعلام متغيراً في ذكاء المتلقي وأريد أن أقول إن الصحافة هي المرتكز العريق للإعلام الصحافة تتغير مسيرتها لكنها باقية وهي من خدم وسائل الإعلام المختلفة.
* هل هناك بين دول المجلس تبادل برامج، تبادل مذيعين بين القنوات؟
نعم هناك تبادل في البرامج وهناك تبادل مذيعين ومذيعات بمعدل 24 شخصاً، يتبادلون في بعض البرامج وقراءة الأخبار في مجال الإذاعة والتلفزيون، كما أننا نحرص على نقل تراث وحضارة كل دولة من خلال البرامج المشتركة بين دول المجلس، وبيّن أن هناك تنسيقاً في مجال صناعة الأفلام والبرامج بما يخدم مسيرة دول المجلس وتبادل وتوثيق مهرجانات الخليج حيث نعتبرها عملاً مشتركاً بين دول المجلس وكذلك صناعة النجوم وتعزيز الهوية الخليجية وتعزيز مبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر وهناك جوائز لتحفيز لاختيار ثلاثة أشخاص حازوا على التميز في برامج معينة ونكرم سنوياً عدداً من المتفوقين في العديد من المشاركات.
نسعى لتوحيد الجهود وإنشاء مركز لتدريب الإعلاميين
* هل هناك عمل مميز تعملون عليه حالياً؟
نعمل حالياً عن تغيير مسمى وهوية جهاز تلفزيون وإذاعة الخليج وقدمت هذه الدراسة لوزراء الإعلام بدول المجلس وتطويره والتحول إلى المنصات الإلكترونية والاستثمار في المتميزين من شباب وشابات دول المجلس، ونحن نعمل على إدخال القطاع الخاص مع القطاع العام في العمل الخليجي المشترك ومنها الإعلام وهو هدف رئيسي خاصة أن دول الخليج أصبحت رائدة ومتميزة على كثير من بلدان العالم، خاصة عندما توفرت البنى التحتية والكوادر ومنهم رسالة الإعلام، والقطاع الخاص مشجع فيه الاستثمار الإعلامي التوسع في مجالات التدريب الإعلامي خاصة توحيده في جهات متخصصة خاصة إنشاء مركز لتدريب الإعلاميين في دول المجلس، تدريب عملي عالٍ وركزنا على إدارة الأزمات والأمن السيبراني، إدارة الكوارث له من أجل صناعة جيل يتعامل مع هذه الأحداث.
واستبعد القحطاني عدم النية لافتتاح قناة تلفزيونية ولكننا نركز على منصة مرئية ومسموعة إلكترونية بحيث نعزز الهوية الوطنية السياحية والتراث ونوحد العمل في هذا الجانب بين دول المجلس.
تعاوننا مطلوب لمخاطبة الآخرين
* كيف ترى مسايرة الإعلامي الخليجي لإبراز قضايا المنطقة للرأي العام الخليجي؟
الإعلام الخليج أصبح اليوم متقدماً جداً وقوياً ولاشك بأن التعاون المشترك بين كل وسائل الإعلام في دول المجلس مهم جداً ومطلوب لمخاطبة الآخرين وأعتقد بأن هيئة الصحفيين في دول المجلس قد نجحت في هذا التعاون، ونحن في حاجة للتعريف بثقافاتنا ولابد أن يكون هناك نماذج ولدينا ثروة غنية ولابد من إيصال رسالتنا بلغاتهم، من خلال البث بلغات العالم لأن مخاطباتنا لأنفسنا غير مجدية بإيصال الرسالة للعالم الآخر خاصة لأن المجال الفضائي مفتوح بين دول العالم، لأننا نملك مقومات في الدين والعادات والتقاليد والأخلاق والأسرة وحب التقارب وفهم الآخر هذه عوامل محفزة تجعلنا نصل للآخرين من خلال أنا خليجي وأفتخر بهذه القيم وهذا التطور وهذا الأثر الحضاري ما يجعلنا شامخين وتعتبر دول الخليج فيها كل المقومات.