في زمنٍ الثورة المعلوماتية كما يحلو للبعض تسميتها تمطرنا وسائل التقنية صباح مساء بأنواعٍ من الأخبار والأحداث والقصص والمواقف والمعارف بغض النظر عن صحتها من عدمه أو مصداقيتها من كذبها فتتباين العقول وتظهر معادن الناس وشخصياتهم بوضوح، حيث يتجلى أثر هذه الأخبار والقصص والمواقف والأحداث في مجالس الناس الخاصة والعامة، فهناك العقلاء الذين يتوقفون عن النقل والخوض في الحديث فيه إلا مما هو موثوق آخذين بقول النبي صلى الله عليه وسلم «كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع»، وهناك آخرون دونهم ينساقون معها مصدقين كل ما يقرأونه أو يشاهدونه وبالتالي يتسابقون في نقله رغبةً منهم في ملء فراغ مجالسهم ظانين أنهم بصنيعهم هذا يُكوِّنون لهم ثقلاً في المجالس ومكانةً أو ليوصفوا بأنهم أنيسون ومجالسهم لا تُملُّ والعجيب أنَّ مثل هذه الأخبار والقصص والمعارف تسهم في تشكيل عقليات الكثير من الأشخاص ويتجلَّى في حوارهم مع الآخرين فتكون القناعات من عدمها وتتكشَّف العقول قوةً وضعفًا عند مَنْ يحاورهم؛ لأنَّ مثل هذه لا تُعطي متابعيها قوةً في تفكيرهم وطلاقةً في حديثهم وجمالاً وتفهمًا وحكمةً في حوارهم بخلاف القراءة المتدبرة لكتاب الله أو القراءة العميقة للكتب الرصينة، إذ إنَّ أثرهما بالغٌ وتأثيرهما كبيرٌ على عقل مَنْ يُصاحبهما فيكون الثراء الفكري والرزانة في العقل والطلاقة في الحديث والرحابة في الصدر وبالتالي قبول وارتياح مَنْ يجالسه أو يتحدث معه ويحاوره، وما أسعد المرء حين يكون مقبولاً محبوبًا عند الناس! وما أسعد الناس بمثل هذه الشخصيات الراقية التي تحلو بهم الحياة!
حوارك مع ذوي عقلٍ مفيد
ففيه الخيرُ والرأيُ السديدُ
سينمو الفكرُ ترقى في حياةٍ
يصافحك الهنا أنت السعيدُ
ألا فاخترْ جليسك باهتمامٍ
به في الناس أنت -أخي- الحميدُ