بسبب ضعف وتشتت الطلبة في مختلف المراحل العمرية قررت دولة السويد العودة إلى التعليم الورقي بدلاً من التعليم الإلكتروني خصوصاً في المراحل العمرية الدراسية الأولى. بعد إلغاء التعليم الورقي الذي أعلنت عنه (لوتا ايدلهوم) وزير التربية والتعليم السويدية (وباريسا ليليستراند) وزيرة الثقافة والعودة إلى التعليم الورقي. أعلنتا عن خطة العودة إلى استعمال الورق والكتب الرقمية بدلاً من الشاشات الرقمية يأتي هذا التصريح صرخة في وجه كل من راهن على أن التقنية لديها القدرة على القضاء على الورق والقلم والكتب التعليمية التقليدية.
عزت الوزيرتان نية العودة لما لوحظ من ضعف في مستوى الطلبة في مهارات الكتابة والقراءة أيضاً.
الخط ما قُرئ والباقي صنعة.. عبارة كانت متداولة في حقبة زمنية كان فيها القلم والدفتر سيد الموقف في العملية التعليمية ولا يمكن بل لم يخطر على مخيلة أحد أن هنالك من سيقوم مقام الورقة والقلم يوماً ما. هل إعلان إلغاء التعليم الورقي القلمي كما يحلو لي أن أسميه كان خطأً جسيماً في حق التعليم والمتعلم على حدٍّ سواء؟ ربما, وأنا هنا أوجِّه السؤال للقارئ الكريم. لا يوجد جدال ألبتة لو تطرقنا إلى فائدة التعليم الإلكتروني وأنه مفيد ولا حصر لفوائده لو كتبنا إلى ما لا نهاية من الجمل والعبارات بل الكتب والمجلدات عن هذا الموضوع خصوصاً في مجالات مثل الرياضيات واللغويات وغيرها من المجالات, ولكن لا ننسى التعليم الورقي والقلمي على أقل تقدير ومن أقل الفوائد التي يستفيد منها الطلبة مسك القلم بالشكل الصحيح. وبالمثال يتضح المقال عندما نتطرق إلى الإملاء الركيزة الأساسية التي يُعتمد عليها في تعلم اللغة الأم وهي لغتنا العربية التي نفخر بها بين الأمم ويكفي أنها لغة كلام الله -عز وجل- وهو القرآن. هل غابت عن أذهاننا بسبب التقنية التي أبهرتنا؟ ما هي ضرورة التعليم الورقي والقلمي والتي تلعب دوراً مهماً وأساسياً في حتى التهذيب السلوكي لأبنائنا وبناتنا؟
قيل الكثير عن آثار الخط العربي ومدى الدور الكبير الذي يلعبه في ما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (حق الوالد على ولده أن يعلمه الكتابة والسباحة والرماية، وأن لا يرزقه إلا طيباً) وقيل ووصف أحمد بن إسماعيل خطاً فقال: لو كان نباتاً لكان زهراً، ولو كان معدناً لكان تبراً، ولو كان مذاقاً لكان حلواً، أو شراباً لكان صفواً والتبر هو الذهب غير المضروب أي الذهب الخالص. بل إن القلم أيضاً له مكانة كأداة تعليمية فقد ورد ذكره في القرآن وياله من ذكر مهيب للقلم عندما قال تعالى: {الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}. الخشية أن نلعن التقنية يوماً ما بعد أن تؤثر على أجمل ما يُتفاخر به وهو خطُّ اليد والذي كما ذكرت له دور كبير في صقل الشخصية وتهذيبها ومصدر تفاخر بين المتعلمين. الموضوع يعود بي إلى الوراء عندما أجبرني الأستاذ محمد العضاض -حفظه الله- في المرحلة الابتدائية وخصوصاً في الصف الرابع أن أكتب صحيفة جدارية عن موضوع في اللغة العربية بخط يدي بعد أن كنت أستعين بأقاربي لحسن خطهم كعمي سليمان وصديقي فهد الفهيد لحسن خطهم. لا زلت أذكر تلك اللحظات التي شعرت بعدها بشعور حتى هذه اللحظة أستطعمه وأستلذ فيه. تلا ذلك صحف عديدة كتبتها وعلقتها إدارة المدرسة على حائط الفصول مما حدى بي الاستمرار والاهتمام بالخط.
في المرحلة المتوسطة تعلمت الخط على يد أستاذ اللغة العربية أبو محمد الأستاذ عبد الله الراشد عندما كان يقيم دورات لتحسين الخط ومعرفة أنواعه ما بين الكوفي والرقعة والنسخ وذلك في المرحلة المتوسطة.