رمضان جريدي العنزي
إن زراعة الأمل وإدخال السعادة إلى النفوس تفتح للناس فضاءات واسعة من السرور والحبور وانطلاقة سريعة بهم نحو الحياة بحب وشغف، (ازرع الأمل قبل القمح) خرجت من أفواه نساء ألمانيات وضعن جل جهدهن في تحفيز شباب ألمانيا إبان استسلامها للحلفاء عام 1945، للخروج بهم من حالة الياس والقنوط والأسى التي اصيبوا بها آنذاك، ولبث الروح الإيجابية في نفوسهم، والنهوض بهم نحو البناء والعمل والإنتاج والابتكار، لتعود بعدها ألمانيا قوية اقتصادية وصناعية وزراعية، ذات فاعلية وإنتاجية، إن زراعة الأمل في النفوس يعد أكسير الحياة، فلولا الأمل ما بنى بان، ولا زرع زارع، ولا تم غزو الفضاء، ولا أصبح العالم قرية واحدة صغيرة، ولو الأمل لما تحققت الإنجازات، واكتملت المشاريع، فحقائق اليوم هي أحلام الأمس، وأحلام اليوم هي حقائق الغد، والأمل هو القوة الدافعة التي تبعث النشاط في النفوس، وهو الشعاع والضوء والقنديل، فالأمل دافع النشاط، ومخفف الويلات، وباعث البهجة والسرور، عكس اليأس الذي يميت القلوب، ويعكر المزاج، ويحبط الإنتاج الابتكار، فاليأس سم بطيء، وإعصار مدمر، وريح عاتية تخرب، إن زراعة الأمل وصناعته بالنفوس تنير الحياة، وبه تزدهر، يرتفع العمران، وينمو الزرع والشجر، ويكون الكفاح من أجل المستقبل.
أعلّل النفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيش لولا فسحة الأملِ
فاصبر لها غير محتال ولا ضجر
في حادث الدهر ما يغني عن الحيلِ
إن الأمل يطرد الفشل، ويبعث الطمأنينة، ويزرع الثقة، أن الله عز وجل في كتابه الكريم ينهى عن اليأس والإحباط والقنوط والبؤس والخوف والحزن والتردد، ويدعو إلى التفاؤل والرجاء قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، فليكن الأمل لدينا وافرا وكبيرا، ولنجعله قنديلنا الذي يضيء لنا العتمة بالطريق، ولنترك القنوط واليأس والأسى، بل نلفظ هذه المحبطات لفظا تاما، لكي نحيا حياتنا القصيرة بسعادة وهناء.