فهد المطيويع
تعودنا في الوسط الرياضي على أن نسمع ونرى أشخاصاً يبالغون في كل شيء خاصة عندما يتعلق الموضوع بأنديتهم، فتجدهم يتحيزون بشكل كبير باتجاه الألوان حتى لو أتى ذلك على حساب المصداقية، الحديث حالياً عن القيمة السوقية للأندية بحثًا عن الأفضلية في ظل تطبيق الخصخصة ونحن نحترم مشاعر الجماهير وبعض الإعلاميين المهووسين بالظهور والحديث عن أي شيء لمجرد تسجيل حضور والثرثرة المستهلكة، ورغم ذلك نحترم هذا التعاطف الذي لا يلغي حقيقة أن صاحب الإنجازات (الأكثر) والجماهيرية الأعلى هو الأغلى في معايير الخصخصة لأن الأساس في التنافس هو الفوز والانتصار وإنجازات غير مسبوقة، والدليل أن الأندية تستعد للموسم بتجهيزات كبيرة من خلال تعاقدات ومعسكرات والهدف هو تحقيق أكثر عدد من البطولات في كل موسم.. هنا أتساءل: كيف تتساوى كفة ناد بطل وصاحب إنجازات مع فريق لا يحقق إلا الضجيج؟ نحن على أعتاب طفرة رياضية يحسدنا عليها الكثيرون ونحن محظوظون بمثل هذا التوجه وهذا الدعم غير المسبوق ولكن مع هذا أقول إن البيئة المحيطة بكرة القدم لم تدخل في أجواء هذا التغيير ولا أجواء هذا التطور لذا تجدها تدور في فلك التعصب ودهاليز الماضي على اعتبار أن الإنسان عدو ما يجهل،كنت أتوقع ونحن نخوض تجربة الاحتراف الحقيقي أن يكون هناك مساران متوازيان لحفظ التوازن بين مسار تطور الكرة وكل ما يتعلّق بها خارج الملعب من لجان ونقل وإعلام وحتى على مستوى الجماهير يجب أن يكون هناك طرح عقلاني متزن يسهم في رفع مستوى التشجيع ونبذ التعصب، ولن أذيع سرًا لوقلت إن الهلال هو صاحب الإنجازات الأميز وأكثر الأندية بطولات على مستوى المملكة فالتاريخ والأرقام لا تكذب ولو فتح باب الخصخصة بشكل مباشر لشاهدنا تسابق المستثمرين للاستحواذ على الهلال والاتحاد بصفتهما الأميز والأكثر بطولات وجماهيرية وهذا هو المعيار الحقيقي في حساب القيمة السوقية مع وجود عوامل أخرى طبعًا، على أي حال نحتاج لبعض الوقت ليعود التوازن للوسط الرياضي بعد أن يفهم المتلقي المعنى الحقيقي للخصخصة التي لا تعترف بالعاطفة وكما يُقال رأس المال جبان ولا مجاملة في الاستثمار.
وجهه نظر
- يمر الهلال حاليًا بمنعطف تاريخي بعد أن دخل في مظلة الخصخصة التي سيكون لها دور كبير في دعم الأندية للأفضل، حالياً يدور الحديث عن ابتعاد فهد المفرج هذا الرجل الذي خدم الهلال بكل إخلاص لاعبًا ومدير كرة ومديراً تنفيذياً وعضو مجلس إدارة، وعاصر الكثير من رؤساء الهلال الذين آمنوا بقدراته وعرفوا حجم عطاء هذا الرجل الذي طبَّق الاحترافية الإدارية قبل الآخرين بزمن طويل، ولن أبالغ لو قلت إن أكثر إنجازات الهلال كانت مقرونة بعمل واجتهاد وتخطيط هذا الرجل، من وجهة نظري أن بقاء فهد المفرج لا يقل أهمية عن التعاقد مع أي نجم عالمي لأن وجوده يعني استمرار التفوق النوعي في الوصول للمنصات.