رحلة لم يكتب لها النجاح رغم اختلاف التفاصيل من قصة وأخرى إلا أن بعض التفاصيل إن دققنا بها تخبرنا أن هناك سوءاً في إدارة الحدث مما جعل من النهاية طريقاً مسدوداً من هنا سوف انطلق معكم بقصة بدأت اعتيادية إلا أن تفاصيلها مأساوية لدرجة الصدمة التي ترفض تقبل واقعية هذه القصة.
فتاة عاشت في كنف والديها في سعادة واطمئنان حتى طرق بابهم فارس أحلامها لترتبط به وتبني معه أحلام المستقبل، إلا أن هذه الرحلة لم تدم طويلاً حتى تحولت إلى كابوس يؤرّق منامها تصادم ثقافي واختلاف سلوكي أحدث التنافر ورفض للتنازل عن نقاط التقاء ليتحول إلى تذمر وشك وتهمة وهذا ما أشعل فتيل الكراهية ليتطور الأمر إلى شتم وضرب! وهنا أصبح الفراق حتمياً ومطلباً لا رجعة فيه. تصارع الفتاة لطلب الطلاق ويتم تعنيفها من الأهل يردعونها عن قرارها غير السوي في نظرهم بعد محاولات ومصادمات عدة رضخوا لمطلبها لتعود أدراجها ليس براية النصر التي توقعت الراحة فيها كان الانكسار والحزن يتقمّص ملامحها، بيت أهلها التي اعتقدت بأنه ملاذها أصبح سجنها!
متمردة تريد أن تصغر من شأننا وتضرب بكلامنا عرض الحائط كل ذلك لتتحرر وتتصرف كما يحلو لها.
إياك ثم إياك أن أرى ظلها خارج باب البيت دعيها حبيسة الدار وتساعدك في أمور البيت يبدو أننا أفرطنا في دلالها والآن لا بد أن نعيد حساباتنا.
لماذا كل هذا؟ ماذا أجرمت ابنتك؟
تحتاج إلى مساندتك كي تمر من هذه المرحلة على خير.
لم يكن قرارها طائشاً أخطأت وأرادت تصحيح الأمر لا تطيلي الحديث نفذي ما أمرتك لا بد أن تتحمّل نتائج قرارها..
من هنا عاشت ليلى السجن مكرهة عليه، فيه الإهانة والانكسار..
إخوتها يعيشون الدلال وهي تقضي يومها في خدمتهم وتلبية احتياجاتهم وأي اعتراض قابلوها: أنت مطلقة يكفي همك على ظهورنا..
ليصبح الأمر وكأنه ذنب لا يغتفر وعار لا ساتر له لماذا يا أبي كل هذا العذاب؟ ألم أكن يوماً طفلتك المحبوبة؟!
كان قراري صائباً في الانفصال والاستمرار يعني موت بطيء.
الصدر يغلي كالبركان.. صراخ لا صوت له.. ألم ينزف الدموع بعد مرور ثلاثة أشهر من السجن وكأنها قضت مدة حكمها وأفرج عنها.. حنَّ قلب الأب بعد أن ألحت أم ليلى أن يرأف بقلب ابنته، لكن هل ليلى بدت ليلى كما عهدتها أمها؟ أم كسر ما بداخلها والآن هناك ما يدفعها على التمرد والانتقام؟
يبدو أنها قررت أن تقتل براءتها وتجعل كل من قتلها يتجرَّع الحسرة والندم.
لم ترفقوا بالقوارير تكسر بداخلها كل شيء جميل أصبح يستوطن صدرها الكره والحقد كحل جفونها الاكتئاب والسهر بعد الانقطاع عن عالمها الخارجي وقت احتجازها اليوم استلمت جهازها المحمول تستقبل اتصالاً من إحدى صديقاتها تسألها عن غيابها وتدعوها للخروج معها لتغير من نفسيتها وتسترد بريق عينيها..
من هنا خرجت ليلى ولا تعلم أين ستضع أقدامها لتمشي في منزلق يسقطها في الهاوية لبت دعوة صديقتها للخروج لتذهب معها إلى مكان لا تعلم تفاصيله إلى أن فتحت عينها في استراحة أشبه بملهى ليلي كل ما تتوقعه في مخيلتك كان في هذا المكان..
هنا بدأت خطوات النهاية تشجعها صديقتها بالاندماج لنسيان ورمي كل همومها خلفها وبداخلها شعور القهر الذي رافقها على الاستمرار ترنحت كالمجانين من غير إدراك تكررت تلك السهرات تحت ستار الصديقة المزعومة..
سقطت ليلى في الفخ نكران واقعها كراهية من حولها الحقد على المجتمع وهذه بداية الانحراف..
مضت ست شهور من أول تغير في عالم ليلى المتعلّمة المهذّبة صاحبة الأخلاق الرفيعة لا ترى الشمس تقضي يومها كالخفافيش تفتح عينها في الظلام وتنام النهار كل خميس موعدها مع الصخب الذي جمعها بشاب استدرجها للإدمان!
مضت الأيام ليجدوا جسداً مرمياً على الطريق المؤدي للمستشفى لفت انتباه أحد العابرين ليبلغ الشرطة، ويتم انتشال جسد ليلى المرمي كالنفايات تم إنقاذها وبعدها حولت لمستشفى الأمل لتتعالج من الإدمان.
هل عادت ليلى لحياتها بعد المستشفى؟!
فتحت عينها لكن أين صحت ليلى من غيبوبتها وحيدة غريبة رفض أهلها استقبالها
أغلق باب بيت أهلها في وجهها لم تجد من يتعاطف معها لم يغفروا لها خطيئتها توسلت لهم أن يجبروا كسرها لم تسمع لصوتها صدى..
حتى أمها استنكرتها ولم تقبل سماع صوتها آخر ما سمعته من أمها ابنتي ماتت لم يعد لها وجود.
هذا آخر حديث دار بينها وبين أمها عندما اتصلت من دار الإيواء أغلقت الهاتف كما أغلقت كل السبل ليرق قلب أمها عليها لم تسعفها الكلمات صرخت الدموع من عينيها حرارة وانكسار
عاشت الاكتئاب والصمت قيدها الحزن لم يعرف الفرح طريقها حتى لفظت آخر أنفاسها وحيدة أتعبتها الأمراض التي غزت جسدها وأسرت قلبها..
ليلى ضحية أم مذنبة؟ من قتل ليلي؟ هل قرار الطلاق سبب ضياعها أم تقبل الأهل واحتواؤها؟ أم صديقتها التي استقلت ثقتها واستدرجتها للهلاك؟
من القاتل؟ من قتل ليلى؟!