أحمد المغلوث
إذا كانت الحرب السودانية بدأت الانتشار في أكثر من مدينة سودانية حسب ما تنقله لنا وكالات الأخبار العربية والعالمية وعلى مدار الساعة, وبالتالي هزت تداعياتها وما تسببت فيه من ضحايا وتهجير ومشاهد تبكي الكبير قبل الصغير وما ترتب على ذلك من فوضى وتدهور في البنية التحتية والتي نفذت من خلال ميزانيات محدودة في مختلف العهود, وليسمح لنا قادة السودان أن نتساءل ياترى ماهي المكاسب المستهدفة بعد عقد اجتماع جدة وبرعاية المملكة والولايات المتحدة الأمريكية وتوقيع الوفدين المشاركين في هذا الاتفاق على محاضر موثقة وما هي إلا أيام وعادت عجلة الحرب والمواجهات في المدن الكبرى وبدأت تنتشر هنا وهناك.
المشاهد المؤلمة لنازحين إلى الدول المجاورة وهم يحملون أطفالهم هروباً من نيران الحرب البائسة اليائسة مشاهد وصور القتلى المنتشرة في شوارع المدن هزت كل إنسان في هذا العالم في زمن الإعلام الجديد من أعماقه ونبهت ضمائر كل إنسان في هذا العالم الذي بات ومن خلال التقنية في غرفة واحدة وجعلته يعي جيداً إلى خطورة الموقف في هذه الحرب السودانية. والمؤسف جداً حد البكاء أن كلا الطرفين قيادة الجيش والتدخل السريع هما طرفا هذه الحرب التي دفعت بالسودان للدخول رغم أنفه داخل «أتون» الحرب التي باتت تأكل الأخضر واليابس وتتسبب في تدمير المباني وتضرر المستشفيات والتي حرمت من توفير ما تحتاجه من أجهزة ومعدات وأدوية وحتى أطقم طبية مختلفة فكثير من المرضى أصحاب الأمراض المزمنة بحاجة إلى مراجعة المستتشفيات لاستكمال علاجهم ومتابعة حالاتهم إلا أن الواقع غير ذلك وأتت المستشفيات خلال استمرار الحرب بين القيادتين واقع مؤسف ومحزن.
ومع أن المملكة ومنذ الأسبوع الأول لبدء هذه الحرب المؤسفة لم تتردد أن تسارع إلى إرسال كل مامن شأنه أن يساهم في رفد مستشفيات السودان. والسؤال المؤسف الذي يطرح نفسه على هامش هذه الحرب بين القيادتين السودانيتين ومادام الاقتتال مازال مستمراً أي هدف وراء استمراها؟. ألا يوجد في السودان رجل «رشيد» ينحاز لمصلحة الأمة على مصلحته ورفاقه. نعم أي فكر يحرك الزعيمين اللذين يدفعهما على مواصلة المواجهات والاستمرار في الاقتتال الممجوج؟ وما هي الخطط الإيجابية التي تزين لهما استمرار المواجهات أليس من الأفضل لكليهما التوقف عن الحرب والمواجهة وأن يختاروا رجلاً حكيماً. ليتسلم إدارة الدولة وبعدها يعلن عن انتخابات وطنية تحت إشراف من الجامعة العربية والأمم المتحدة.
لم يعد هناك مايخفى على العالم أن الحرب السودانية مصيرها مثل كل حرب حدثت في دول العالم فهي تبدأ كبيرة كالمصيبة وبعدها تتلاشى, ولكن النتيجة والنهاية «دمار» يحتاج للتعمير والعودة منذ البداية. ولا أحد يشكك فيما قامت به المملكة ومنذ اللحظة الأولى فالاتصالات الرسمية والدبلوماسية وحتى اليوم ستمرت لوقف نزيف الحرب. فكلا الزعيمين بعد النهاية سوف يدخلا التاريخ وهما يحملان وزر الاقتتال الدموي في وطنهما. واليوم والمملكة مازالت تحث طرفي الحرب إلى العودة إلى الحكمة والعقل مع الاهتمام بالحوار الحقيقي وبنية صادقة. وبأسرع مايمكن وقف هذه الحرب الدامية والمدمرة فالنتيجة في النهاية هي واحدة لكل حرب. الموت والدمار وخسارة في الأرواح وانتشار الأيتام .. ومايترتب على ذلك من تداعيات إنسانية مختلفة.. وبدلاً من أن يرفع العسكر في القيادتين عليهما الانحياز للعقل والحكمة والحوار من القلب المحب لسودان يتطلع للسلام الدائم والمصلحة الوطنية الحقيقية. وهذا مانتمناه..