م. بدر بن ناصر الحمدان
صوت المخطط والمصمم العمراني ما زال غائباً في المناخ العمراني العام، وضعيفاً أمام مجموعات القوى، ومهنة التخطيط العمراني ما زالت مفترى عليها من قبل الكثيرين، وتواجه إقصاءً واضحاً على طاولة اتخاذ القرار التنموي، حتى إن كثيراً من المتخصصين في التخطيط العمراني تنازلوا قسراً عن مهنتهم، وتخلوا عن نضالهم، وتواروا عن المشهد، وآخرون تخندقوا تحت مظلة تخصصات هندسية أخرى، والبعض الآخر يقف حائراً ينتظر ما سوف تسفر عنه معركة البقاء من أجل مدن صالحة للعيش.
عدم اكتراثنا بأهمية الدور المناط بالتخطيط العمراني ومتخصصيه في منظومة التنمية المكانية بمساراتها المختلفة طوال سنوات مضت بدأنا نحصد نتائجه الآن على هيئة مشاكل حضرية لا حصر لها داخل المدن وفي محيطها، لذا فإن إعادة الاعتبار لمهنة التخطيط العمراني باتت أمراً حتمياً ومُلحاً، والأهم من ذلك علينا أن نعي أنه بينما نحن نهدر الوقت في الوصول لقناعة بأهمية التخطيط العمراني هناك مُدن تُبنى، وفرص تضيع، وجيل قادم ينتظره مستقبل مكاني لن يرتقي لطموحاته وتطلعاته، وسنكون حينها في دائرة المسؤولية المجتمعية.
ها نحن على أعتاب البداية، لقد كان يوماً تاريخياً لكل المخططين والمصممين العمرانيين، حين تم الإعلان عن تأسيس «جمعية التخطيط وتطوير المدن» وهي جمعية سعودية تعنى بالتخطيط العمراني وجودة البيئة الحضرية في المدن السعودية والتي عقد اجتماعها التأسيسي الأول مطلع 1 يناير 2021م لمناقشة الإطار العام للحوكمة والإطار المؤسسي للجمعية والتي ستعلن انطلاق برامجها ومبادراتها ومشاريعها حال استكمال اعتماداتها في القريب العاجل، هذه الجمعية أسست على أيدي متخصصين شغوفين بتخطيط المدن، لديهم من الطموح بما يكفي لإحداث تغيير نوعي في استعادة مكانة هذا التخصص الذي أخفقت الجمعيات المماثلة في تعزيز مكانته.
لكل مخطط ومصمم عمراني، كن جزءًا من هذا البرنامج الطموح.