أجرى الحوار - عوض مانع القحطاني:
الجوهرة بنت تركي العطيشان من أوائل السيدات السعوديات والعربيات التي تحمل على عاتقها نشر فكر وثقافة ريادة الأعمال من خلال المحتوى الإعلامي داخل المملكة العربية السعودية ومنطقة الشرق الأوسط التي أسستها منذ 15 عامًا وترأس مجلس إدارتها، كما ترأس تحرير مجلة رواد الأعمال التي تصدرها، والتي تأسست عام 2008 لنشر ثقافة العمل الحر؛ لجعله خيارًا وظيفيًّا نابعًا من نفوس الشباب ...
التقينا بالأستاذة الجوهرة بنت تركي العطيشان في حوار حول مستقبل صناعة الإعلام بالمملكة، وأبرز التحديات التي تواجه صناعة الإعلام محليًّا ودوليًّا، ودور الوسائل الإعلامية في تعزيز صورة المملكة خارجيًّا وداخليًّا؛ إذ أكدت نجاح الوسائل الإعلامية على مدى سنوات في إثراء المحتوى العربي، وامتلاك أكبر محتوى معرفي عن العمل الحر وريادة الأعمال باللغة العربية والإنجليزية فإلى نص الحوار ..
نوزع في 18 دولة عربية
• في البداية، كيف بدأتِ في مجال الصحافة؟ ومتى أسستِ (سواحل الجزيرة الإعلامية)؟
* بدأت التأسيس عام 2000 ؛ حيث كان مجال أعمالها الرئيس هو الإنتاج الإعلامي، ثم كان عام 2007 بداية الانطلاقة الصحفية للمؤسسة؛ بحصولنا على امتياز حقوق نشر مجلة إنتربرونور الأمريكية Entrepreneur magazine التي تهتم بريادة الأعمال، وحق توزيعها في 18 دولة بالمنطقة العربية والشرق الأوسط.
يكتب في هذه المجلة أكبر كُتَّاب العالم فى مجال ريادة الأعمال لنقل خبراتهم إلى رواد الأعمال المبتدئين، وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، بمقالات متخصصة حول كيف تضع فكرة مشروع، وكيف تؤسسه ماليًّا، وكيف تختار فريق العمل، وكيف تسوق له، وكيف تضع السعر المناسب.
كان في هذه المقالات حلول لمشكلة البطالة التي سادت العالم العربي فى ذلك الوقت عام 2007 ، وكانت نسبتها مرتفعة لدى الشباب، الذين كانوا يعتمدون فقط على الوظائف الحكومية التي بدورها لا تغطي كل أعداد الخريجين.
وتتميز دولنا العربية بأنها فتية؛ يعني أكثر من 65 % هم من الشباب بعكس دول أوروبا وأمريكا، كما تتمتع المملكة بنسبة تزيد عن 70 % من الشباب.
كان الهدف من المجلة نشر ثقافة العمل الحر، وتزويد أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالمعارف والمعلومات اللازمة؛ أي كانت بادرة تنموية جيدة للمملكة والخليج والعالم العربي.
• كيف حصلتم على الخبرة في المجال الصحفي؟
* من خلال الانتقال من مجال الإنتاج الإعلامي إلى مجال الإنتاج الصحفي، بعد تدريب مكثف من الشركة الأمريكية المالكة لمجلة إنتربرونور على العمل الصحفي وإخراج المجلات؛ حتى أصبحنا ملمين بكافة تفاصيل المشروع، ثم تدربنا على عمليات النشر، وكيفية لقاء أصحاب المشاريع؛ حتى تحولت المجلة- التي أسستها بهوية عربية وسعودية- إلى منصة معروفة داخل المملكة والعالم العربي خلال 5 سنوات فقط.
كنا نوزع 100 ألف نسخة
• وماذا عن عدد المطبوعات ونطاق التوزيع؟
* كان التوزيع يفوق الـ100 ألف، توزع بالدول العربية؛ كونها مجلة متخصصة وليست ترفيهية، يسعى لقراءتها المتخصصون في مجال ريادة الأعمال، وأصحاب المشاريع، وكل من يريد تأسيس مشروع صغير أو متوسط. والآن لدينا منصة إلكترونية تختزل آلاف الموضوعات التي كتبها أهم كُتَّاب العالم في مجال ريادة الأعمال من جميع الجنسيات.
أصبح لدينا كُتاب أصحاب خبرة
• حدثينا عن أبرز الكُتَّاب بمجلة رواد الأعمال؟
* كان اهتمامنا ينصب على استقطاب الكُتَّاب الأجانب؛ لأن لديهم خبرة واسعة في مجال ريادة الأعمال؛ كونهم سبقوا العرب في هذا المجال فأصبح لديهم خبرات ومعارف متنوعة؛ لذا كان 80 % من موضوعاتنا يكتبها خبراء أجانب في هذا المجال.
10 مجلات تتناول تجارب
العمل الحر
• نود التعرف أكثر على مجلة رواد الأعمال السعودية وبقية إصدارات سواحل الجزيرة الإعلامية؟
* يمكن القول إن مجلة رواد الأعمال هي المصدر الوحيد لمحتوى إعلام ريادة الإعلام فى المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط؛ حيث يعمل بالشركة أكفأ الصحفيين والمستشارين الأجانب والعرب والمترجمين والمدققين، بعدد يزيد عن 30 فردًا.
ونصدر حاليًّا 10 مجلات، تتمثل فيما يلي:-
1- مجلة رواد الأعمال السعودية:
هي الاسم الأول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجال ريادة الأعمال. تصدر شهريًّا، وتتناول التجارب الريادية الناجحة في مجال تأسيس الأعمال، ودعم المبادرات، والتمويل، وعالمية الأفكار داخل المملكة، تستهدف المبتدئين في العمل الحر، ورواد الأعمال، وقطاع الأعمال، وأصحاب القرار في الشركات الخاصة والقطاع الحكومي، وكذلك الموظفين، يصدر بداخلها ملحق عن الفرنشايز (الامتياز التجاري)؛ بهدف تنمية وتطوير الفرنشايز المحلي كفرصة للمنشآت الناشئة، ونشر ثقافة الفرنشايز بين الشباب، وبيان كيفية اختيار المشروع المناسب، وكيف يؤسسه، وكيف يجعله مساهمًا في عملية التنمية الاقتصادية، لاسيَّما وأن المملكة أصبحت من الدول التي تصدِّر مشروعات فرنشايز.
مجلة تعبر عن تطور المملكة وتقديم النماذج السعودية
2- مجلة Leaders MENA بالإنجليزية:
مجلة عامة شاملة تصدر بالإنجليزية، تستهدف نقل صورة جيدة ومعبرة عن المملكة. وتُعد منبرًا لإطلاع العالم الغربي على التطورات التي تشهدها المملكة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة عنها بالخارج تستهدف نشر النماذج السعودية البارزة، وإلقاء الضوء على قصص نجاحهم، والرد على التقارير المسيئة التي تُروَّج ضد المملكة في الإعلام الغربي، مع إبراز المعالم السياحية الخلابة التي تتمتع بها المملكة.
تخاطب كل الدول العربية
3- مجلة الاقتصاد اليوم:
تصدر شهريًّا وتغطي مجال الاقتصاد بكل روافده، تخاطب كل الدول العربية، وليس السعودية فحسب، وتهدف إلى نشر الثقافة الاقتصادية، وتقديم المعلومات والمصادر المعرفية السليمة التي تسهم في نشر الوعي الاقتصادي، ومساعدة أصحاب القرار في اتخاذ القرارات الصائبة التي تقود الاقتصاد نحو تنمية فاعلة ومستدامة، وتتطرق إلى الاقتصاد العالمي وتأثيره على الاقتصاد العربي.
تناسب كل الأعمار
4- مجلة عالم التكنولوجيا:
تهتم بنشر أخبار، ومعلومات، وخدمات تكنولوجية، تناسب القراء من مختلف الأعمار والبلدان، سواء كانوا متخصصين أو هواة، تمتلك أبرز موقع تقني في الوطن العربي، يتيح للقراء التعرف على التكنولوجيا بشكل جذاب، دون ملل؛ إذ تراعي السرعة، والاختصار، دون إخلال بالمحتوى، تتناول مجالات شتى؛ مثل: الذكاء الاصطناعي، والهواتف الذكية، والأمن، والطيران والفضاء، والسيارات، والمنازل الذكية، والزراعة، والاكتشافات الطبية.
مجلة الجوهرة تعزز دور المرأة السعودية
5- مجلة الجوهرة (للمرأة):
تعمل كمنصة إعلامية لخدمة قضايا المرأة السعودية والعربية، وتعزيز دور المرأة كركيزة في بناء الأسرة والمجتمع، تستهدف أن تكون هي صوت المرأة السعودية والعربية، ومرآة تعكس رؤاها وطموحاتها، وواحدة من أهم المطبوعات المتخصصة في مجالها عربيًّا وإقليميًّا، والخيار الأول للمرأة والأسرة العربية، تُعد مصدرًا معرفيًّا ومرجعًا لا غنى عنه في مجاله، تركز مجلة الجوهرة على تثقيف وتنمية المرأة، وتقديم صورة واقعية تعكس هويتها الحقيقية، مع دعم قضاياها، وتقديم ما يسهم في النهوض بها اقتصاديًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا، تعمل على دمج موضوعات المرأة في مخططات ورؤية 2030، وتقديم محتوى فكري، وثقافي، واجتماعي، وفني، وصحي، وترفيهي، يلبي احتياجاتها وطموحاتها.
مجلة للأطفال تحاكي ذوق أطفالنا
6- مجلة سعود (للأطفال)
تهدف إلى غرس القيم والمبادئ ومعايير السلوك القويم في الأطفال من خلال التعبير اللغوي والصور. وتشكِّل الأطفال بالأفكار والقيم والفضائل؛ من خلال الأبواب والقصص وأبطالها، تهدف أبوابها إلى تشكيل ذوق أولادنا، والمساهمة في تشكيل شخصيتهم، وتُعد أداة هامة، ثقافية، وتربوية، وإعلامية، تعبر عن عصرها، تحرص على تقديم المعارف والمعلومات المختلفة في شتى مجالات المعرفة، في إطار من المتعة والتسلية؛ ما يساعد أولادنا على فهم الواقع وإدراك ما يحكمها من قوانين، وتلعب المجلة دورًا أساسيًّا في نقل التراث الثقافي وتوصيل المعلومات والقيم والمعايير الاجتماعية من جيل إلى آخر، كما تستهدف تنمية القاموس اللغوي للطفل بتنمية بعض المفردات والكلمات والألفاظ والجمل المستخدمة بأسلوب مبسط، يتناسب مع المرحلة العمرية والخصائص اللغوية للطفل الذي تخاطبه، وتمده بحصيلة جديدة من المفردات والتراكيب المختلفة؛ ما يُنَمِّي لغته ويساعده في تطويرها.
مجلة باللغة الإنجليزية تهتم بأنشطة وزارة الثقافة
7- مجلة لوشيري (الإصدارة السعودية):
مجلة نيوزلندية تصدر بالإنجليزية، حصلنا عليها كحق «امتياز». تهتم بشؤون الصبا، والجمال، والأزياء، والموضة، والإكسسوارات الجديدة، وكل ما يخص الشباب في الإطلالات الحديثة، تم تشكيلها وفقًا للهوية السعودية الثقافية؛ حيث صدر منها 23 عددًا حتى الآن، تهتم كلها بأنشطة وزارة الثقافة السعودية.
مجلة باللغة الفرنسية بهوية سعودية
8- مجلة لوشيري (الإصدارة الفرنسية):
مجلة نيوزلندية تصدر بالفرنسية، وتهتم بشؤون الصبا، والجمال، والأزياء، والموضة، والإكسسوارات الجديدة، وكل ما يخص الشباب في الإطلالات الحديثة. وقد افتتحنا مكتبًا لها في باريس عاصمة الفن والموضة والجمال، مع تشكيلها وفقًا للهوية السعودية الثقافية. وقد صدر منها 15 عددًا حتى الآن.
9- مجلة Entrepreneurship الإنجليزية:
تصدر شهريًّا، وتتناول التجارب الريادية الناجحة في مختلف أنحاء العالم، خاصة في مجال تأسيس الأعمال ودعم مبادرات العمل الحر، مع شرح أفكار للتسويق والتمويل والمسؤولية الاجتماعية، ودعم المبادرات، مع تقديم أفكار عالمية في خدمة ريادة الأعمال والابتكار. تستهدف المبتدئين في العمل الحر، ورواد الأعمال، وقطاع الأعمال، وأصحاب القرار في الشركات الخاصة والقطاع الحكومي، وكذلك الموظفين.
مجلة زين تهتم بالتاريخ والسياحة في السعودية
10- مجلة ZEEN بالفرنسية والإنجليزية:
تسلط الضوء على التاريخ والمجال السياحي بالسعودية بتغطية شاملة لأهم المناسبات الوطنية بالمملكة بالطبع وتوثيق كل المناسبات الوطنية؛ فعلى سبيل المثال: عندما أصدرت وزارة الثقافة هوية اليوم الوطني، وضعنا هذه الهوية على أغلفة كل مجلاتنا، وكذلك يوم التأسيس، والمؤتمرات السياسية والاقتصادية، وخاصة ما يتعلق بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، سواء في المجلات المطبوعة أو منصاتها الإلكترونية؛ وذلك لبيان ما وصلت إليه جودة الحياة داخل المملكة، ومكانتها الثقافية والصحية والاقتصادية والسياسية.
علينا إبراز منجزات وطننا.. وكرمنا 30 سيدة
• ما أهم دور يمكن للإعلام أن يلعبه وفق رأيك؟
* أؤمن بأننا يجب أن نتوجه إلى المواطن أولًا، وأن يكون هناك أهداف تنموية؛ يعني علينا كإعلاميين الاهتمام بالأهداف التنموية، ورفع وعي المواطن، وتوضيح ما حققته المملكة من تقدم ملموس؛ فعلى سبيل المثال: سلطنا الضوء على تمكين المرأة، ونظمنا مؤتمر العام الماضي حوله، ونجهز حاليًّا للنسخة الثانية؛ لنبين للعالم أن في المملكة سيدات أصبحن رئيسات تنفيذيات ووكيلات وزارة وعالمات. وفي مؤتمر العام الماضي كرمنا أكثر من 30 سيدة في شتى المجالات.
تنظيم مؤتمرات في مجال ريادة الأعمال
• هل هناك فعاليات أخرى تنظمها سواحل الجزيرة الإعلامية؟
* ننظم أيضًا مؤتمر ريادة الأعمال بشكل سنوي في شهر نوفمبر بالتزامن مع الأسبوع العالمي لريادة الأعمال، وهو مؤتمر يهتم بتناول آخر المستجدات فى مجال ريادة الأعمال؛ من خلال عقد جلسات نقاشية مع نخبة من المتحدثين والشباب ذوي التجارب الناجحة في المشاريع الصغيرة والمتوسطة ليسردوا تجاربهم على الحضور.
كذلك نظمنا لعدة سنوات مقهى رواد الأعمال Entrepreneur Cafe الذي يجمع رواد الأعمال من مختلف أنحاء العالم العربي لتبادل الخبرات والتجارب، ومتخصصين وخبراء في ريادة الأعمال.
نعمل على إنتاج المسلسلات والأفلام
• وماذا عن المجالات الأخرى التي تعمل بها سواحل الجزيرة الإعلامية؟
* لدينا مجالات أخرى؛ مثل: الإنتاج الإعلامي، وإنتاج الأفلام الترويجية والقصيرة، والأفلام الوثائقية لجهات خاصة وحكومية، كذلك، لدينا خبرة كبيرة في تنظيم المعارض والمؤتمرات، علاوة على إنتاج مسلسلات الأطفال، آخرها مسلسل للأطفال سيجري عرضه في شهر رمضان القادم بمشيئة الله بعنوان «طابخينه سوا» تدور قصته حول شيف (طباخ) يساعد الأطفال على تعلم صناعة الوجبات بطريقة مبسطة.
ندرب الإعلاميين لسوق العمل
• كيف يمكن أن نؤهل خريجي كليات الإعلام لسوق العمل؟
* تقوم سواحل الجزيرة الإعلامية بتأهيل شباب كليات الإعلام لسوق العمل من خلال ورش تدريبية على مختلف مجالات الإعلام المرئي والمسموع والمقروء؛ لإيماننا بأن جميع المؤسسات الخاصة والحكومية لن تكون قادرة على العمل دون وجود إعلاميين بداخلها؛ لذا امتدت برامج التدريب لدينا لتشمل موظفي العلاقات العامة بالوزارات والهيئات العامة.
ليس كل المشاهير يستحقون الإشادة
• ما رأيك في ظاهرة مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي؟
* بصراحة، ليس كل المشاهير يستحقون الإشادة ، فمنهم للأسف السيىء، ولكن بسبب كثرة متابعيهم تستفيد كثير من الشركات من بعضهم، ومنهم الجادون والمحترمون الذين يقدمون محتوًى جيدًا. وأدعو الجميع إلى احترام الثوابت والعادات والتقاليد في المملكة.
ضربة قاصمة للصحافة الورقية
• هل ترين أن الصحافة الورقية تحتضر؟
* كان من الواضح منذ عام 2000 أن الصحافة تتجه إلى الرقمنة؛ حتى ظهرت جائحة كورونا التي كانت ضربة قاصمة للصحافة الورقية، ولكنني مازلت أؤمن بأهمية الصحافة الورقية، وبضرورة العمل على تطويرها بطرق مختلفة، ونحن- في مؤسسة سواحل الجزيرة الإعلامية- مع إصدارنا المجلات الورقية، نراعي أيضًا تطوير تواجدنا الرقمي من خلال المنصات الإعلامية لمختلف المجلات، والتي تُحدَّث دومًا، مع تقديم محتوى مميز وهادف.