د.عبدالعزيز بن سعود العمر
إنه فعلاً سؤال مهم: من يطور الجامعة؟ هذا السؤال لم يعد مطروحاً اليوم، فقد فرغ العالم المتقدم من إجابته منذ زمن. تطوير الجامعة في أي مكان على سطح الأرض يجب أن ينطلق من المسلمات التالية:
أولاً: الاستقلالية المالية، أي أن الجامعة يجب أن يكون لها مواردها المالية الخاصة التي تحصل عليها، وغالباً ما تأتي موارد الجامعة المالية من المصادر التالية: الرسوم الدراسية، وخدمات البحوث والتطوير، وخدمات التدريب، الاستشارات، والأوقاف التابعة للجامعة. استقلالية الجامعة المالي يجعلها في موقع أفضل لتطور برامجها في ضوء الرؤية الوطنية العامة دون شروط من أي ممول.
ثانياً: الاستقلالية الإدارية، وهي تعني أن الجامعة هي من تطور نفسها دون تدخل من أي طرف خارجي، هنا يتم التطوير من خلال مجالسها العلمية ومن خلال مجالس الأمناء. لا توجد مرجعية للتطوير الجامعي أعلى من تلك الجهات. بديهي أن تطوير التعليم الجامعي لا يمكن أن يتم من خلال الجهاز المركزي البيروقراطي.
أما المسلمة الثالثة للتطوير الجامعي فتؤكد ما يسمى الحرية الأكاديمية (Academic Freedom)، والحرية الأكاديمية تعني أن الجامعة هي من تقرر مناهجها وخططها وبرامجها الدراسية، وهي من يحدد إسترتيجياتها التدريسية، وهي أيضاً من يحدد شروط قبول الطلاب، ويحدد معايير اختيار قياداتها التدريسية واختيار كوادرها التدريسية والأكاديمية.