د.عبدالعزيز الجار الله
كأننا (للتو) أكتشفنا التعدين في بلادنا، كنوز غالية وثمينة جدا، لكننا لم نحتج إليها فيما مضى من عمرنا الحضاري، وقد تمر أجيال ولا نحتاج إليه، من الأمثلة إنتاج الغاز، رغم أنه بدأ التنقيب عن الغاز من السبعينات، وربما أنه أكتشف مبكرا مع النفط أواخر الثلاثينات إلا أننا حتى الآن 2023 لم نستورده أو حتى نصدره، إنما إنتاج محلي للاستهلاك الداخلي، والبعض منا يذكر أننا كنا نحرق الغاز في إشعال النار فيه في مدينة الظهران، ورأس تنورة، وشرقي مدينة ومنطقة الرياض، حتى أصبحت النار المشتعلة ليلا يستدل بها.
تقول الأخبار الإعلامية: (إن السعودية لا تُصدر أو تستورد الغاز، وإنما تُغطي احتياجها المحلّي من الغاز من إنتاجها، إلّا أنه وفي 17 فبراير 2020، أعلنت وزارة الطاقة، أن المملكة ستدخل مجال تصدير الغاز في القريب العاجل).
ويتوقع تصدير الغاز العام القادم 2024، وما ينطبق على الغاز ينطبق على التعدين في المملكة، لذا بدأ التفكير في استثمار التعدين بحجمه التجاري عام 2016 عندما جاءت الحاجة إليه في مرحلة مع بعد النفط والتنويع الاقتصادي مع إعلان الرؤية السعودية 2030 التي ركزت عليه كاستثمار وانتاج اقتصادي، ولا يقتصر فقط على الاستهلاك المحلي.
جاء في مقدمة كتاب (التعدين في المملكة العربية السعودية سيرة ومسيرة) تأليف أ.د.عبدالعزٌيز بن عبدالله بن لعبون الذي أصدرته وزارة الصناعة والثروة المعدنية عام 1443/ 2022 التالي:
(الحديث عن المعادن يخطر في بال الناس أنه الحديد، والذهب والفضة والنحاس والقصدير والألومنيوم، لكن لا أحد يفكر في معادن الملح والزجاج والخزفيات، ففي إطار رؤية المملكة 2030 أنطلق قطاع التعديني مسيرة متعددة المجالات، تهدف إلى الوصول به إلى العالمية، وترمي إلى استغلال الثروات المعدنية للمملكة لتعزيز الاقتصاد الوطني وتنويع موارده).
المملكة بعد الرؤية 2030 انتقلت إلى مرحلة أصبح التعدين محورا رئيسيا ليس في الداخل بل في الاستثمار الخارجي، فالمملكة تملك مخزون هائل تحت الأرض في الطبقات الجيولوجية وفوق الأرض الطبوغرافية من معادن ذات حجم اقتصادي وتجاري من جبال وهضاب وبحار رمال.
يذكر د. ابن لعبون في كتاب التعدين 2022: يقسم الجيولوجيون المملكة إلى أربعة أقاليم جيولوجية هي:
- الدرع العربي.
- إقليم الرف العربي - الرصيف القاري العربي-.
- إقليم البحر الأحمر.
- إقليم الحرات .
ويضيف لها د. ابن لعبون.
- إقليم الكثبان الرملية.
- إقليم السباخ.
وفي الواقع أن هذه الأقاليم غنية بالمعادن وبالتالي فإن المملكة تقوم على خزانات وتكوينات تعدينية غزيرة بقيت مخزنة من ملايين السنين، من الغرب البحر الأحمر وسهوله وتهامة من شمال المملكة إلى جنوبها، وفي الوسط الهضاب وجبال طويق، ومن الشرق والوسط أيضا أكبر التجمعات الرملية: الربع الخالي، النفود الكبير، الدهناء، الجافورة، رمال البيضاء.