حمد بن عبدالله القاضي
ما أكثر أسباب الفشل في الميدان التجاري -تحديداً- يعود لثقافة التقليد فهم وجدوا الآخرين على أمة وهم على آثارهم مقتدون.
ما أكثر الذين فشلوا وفشلن عندما مارسوا هذه الثقافة: ثقافة المحاكاة.
* * *
هناك مثلاً من يرى أن فلاناً أو فلانة نجح أو نجحت في مشروع ما فسارعوا إلى التقليد في إقامة مثل هذا المشروع دون دراسة جدوى أو تفكير باكتفاء السوق وهنا يفشل المقلد لأنه لم يدرس ((السوق)) ولأنه لا يملك الخبرة أو لغير ذلك من الأسباب.
النجاح -كما قال أحد رجال الأعمال الناجحين-: (( أن تفكر في غير المقلّد أو العادي أوالنمطي.. أن تخالف ولا تقلد، وأن تقدم ولكن باتزان وبعد دراسة وتأمل )).
* * *
لقد قرأت عن رؤية إبداعية لمسألة النجاح وتسمى ((التفكير بالمقلوب)) تناولها الكاتب القدير د/ خالد المنيف: «يشكو الكثير من الناس من عدم استطاعتهم الإتيان بأفكار جديدة وإن كانوا يقضون فترة من الوقت مفكرين إلا أن الأفكار الجديدة لا تأتيهم وما ذلك إلا لنقص ممارستهم للتفكير الإبداعي الذي تتعدد طرقه التي من أهمها التفكير بالمقلوب أي نفكر بالعكس ومن أمثلة ذلك ما يلي:
-1 إذا كان الشاي يعمل ساخناً فلماذا لا نفكر بشاي يصنع ويباع بارداً ((وقد حدث ذلك)).
-2 كان الحبر في السابق خارج الأقلام ((المحبرة)) أما الحبر اليوم فهو داخل الأقلام.
-3 حدائق الحيوان في معظم أنحاء العالم تكون فيها الحيوانات محبوسة في أقفاص والناس أحرار يتجولون فجاء بعض المبدعين وفكروا بالمقلوب، وقالوا: لم لا نجعل الحيوانات أحراراً والناس محبوسين؟.
وفعلاً قاموا بإنشاء حدائق للحيوانات الطليقة، أما الناس فهم في عربات أو سيارات ينظرون إلى هذه الحيوانات المتجولة في الحديقة».
* * *
لكم هو فعلاً تفكير بالمقلوب لكنه بالاتجاه السليم للأفكار الجديدة.
لنحاول – فعلاً أن نفكر بالمقلوب ولكن المقلوب الإيجابي الذي يحفز على الابتكار، ويجعل جياد العطاء تركض نحو صارية النجاح.