علي الخزيم
- حين أنشأت وزارة الصحة عشرات العيادات المتخصصة لمعالجة الإدمان على التدخين ومساعدة الراغبين على الإقلاع عن تعاطيه بأنحاء المملكة؛ فإنها تكون قد حققت خطوة ضمن خطوات متتابعة تنتهجها حكومة المملكة بإطار برامجها الهادفة لمحاربة آفة التدخين ومضاره الصحية على المجتمع.
- الجهود الحكومية الحثيثة تعاضدها جهود المؤسسات والهيئات الأهلية: أثمرت الكثير من النتائج الإيجابية لمواجهة ظاهرة تدخين التبغ وما يشابهه من جراك الشيشة ومعسل الأرجيلة والسيجار، وهي وإن تعددت واختلفت مسمياتها وموادها فضررها واحد على صحة المُدخّن ومن يجالسه أو يسكن معه، وحجم خطورة الضرر واستمراريته يستدعي ديمومة المواجهة.
- مع تواصل واستمرارية فعاليات المكافحة وكثافة أنشطة التوعية من المفترض أن المواطن بكل مستوى قد أدرك أن خطر التدخين لا يتوقف عند الضرر الصحي المُدمّر للمدخن؛ بل يتجاوزه إلى مضار متشعبة بينها البيئي والاقتصادي والترابط الاجتماعي والأخلاقي، ومن ثمَّ فإن دواعي تكاتف الجهود بين المواطن ومؤسسات الدولة والأنشطة الأهلية تبقى مُلحِّة للإحاطة بهذه الآفة.
- لم تُقصِّر المملكة ببذل كل جهد يلتقي مع الجهود الدولية الرامية لمكافحة التدخين على مستوى العالم، وكان لوزارة التربية والتعليم جهودٌ ملموسة بهذا الإطار لتوعية الناشئة والشباب ضد هذا العدو المتربص بهم؛ الذي قد يقودهم إلى ما هو أعتى وأبشع كالمخدرات والمسكرات، وحين تبدأ بالداخل من المدرسة والمسجد والنادي فإنك تؤسس لجهد ينبثق مرحلياً نحو العالمية.
- وحين تشارك الجهات المختصة بالمملكة بالتعاون والتفاعل مع فعاليات اليوم العالمي لمكافحة التدخين 31 مايو من كل عام فإنها تُكرس المفاهيم المُنبّهة لخطر التدخين؛ والداعية ليس فقط للإقلاع عنه بل لمحاربته بالسبل المُثلَى المُمكنة، وأن يبدأ المرء بنفسه ليكون قدوة للصغار بالامتناع عن التدخين بالمجالس والمناسبات، ونحو ذلك مما سيدعوه بالنهاية لإدراك مضاره وأثره الاجتماعي وإقناع ذاته بالابتعاد عنه ولو بالتدرج.
- تقول تقارير دولية إن التدخين يُعد سبباً منفرداً لوفاة مئات المدخنين كل عام لما يَجُره من أمراض متعددة مختلفة بأنحاء الجسم كسرطانات الرئة والمريء والّلثة، وتشوه الفم وشحوب الوجه وتجاعيد الجلد وغيرها، وهو ما دعا المؤسسات الدولية المختصة للتنادي بوضع سياسات فعالة للوصول لمستويات ناجعة للحد من التدخين تدرجاً بكل وسط اجتماعي دولي لحماية الأجيال الحالية والمقبلة من عواقب هذه الآفة.
- يغيب عن بال بعض الشباب وبعض أولياء أمور الناشئة أن هناك ما هو أخطر من مضار التدخين، ذلكم هي مشروبات الطاقة ومشروبات المرطبات المحتوية على كميات كبيرة من السُّكر، وكذلك أنواع الحلويات التي ترافق أصناف القهوة ومشتقاتها التي تقدمها المقاهي المنتشرة الآن بكثرة، فإذا ما اقترن بتعاطي التبغ ومشتقاته فالكارثة تستدعي الحزم بالمواجهة.
- من المهم الانتباه للأثر السلبي للمَشَاهِد التي تُبَث عبر المسلسلات والأفلام حيث يَعْمَد الممثل حين الانهماك بالتفكير لحل مشكلة، أو يتصاعد الجدال بين شخصيتين بالقصة المتلفزة إلى تناول علبة السجائر وإشعال لفافة وسحب دخانها بانسجام تام ليبرهن بأن للتدخين أثراً على هدوء الأعصاب وإراحة النفس من عناء التفكير والضغط العصبي، وهذا خداع ترويجي مقصود.