عبد العزيز الهدلق
النقلة الكبيرة التي تشهدها الرياضة السعودية في هذه الفترة وبالأخص كرة القدم، هي نقلة غير مسبوقة محلياً وعربياً وآسيوياً وحتى عالمياً بمثل هذا الزخم من الاهتمام والدعم السخي الحكومي. لقد استطاعت الرياضة السعودية لفت أنظار العالم في مختلف الرياضات، ومختلف الفعاليات التي تستضيفها وتنظمها.
ومؤخراً كانت ردود الأفعال العالمية واضحة تجاه ما يجري من حراك تطويري سعودي في ميدان كرة القدم. فالأندية السعودية اليوم ومن خلال دعم الدولة لم تعد تختلف عن كبريات أندية العالم في استقطاب المدربين واللاعبين المحترفين. فاللاعب النجم الذي تشاهده في ريال مدريد يمكن أن يرتدي غداً قميص نادي الاتحاد وهو في كامل عنفوانه، وفي قمة عطائه ونضوجه الفني. وكريم بن زيمه خير مثال وهو الحائز الموسم المنصرم على جائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم، سيراه الجميع مع انطلاقة الموسم الجديد مرتدياً قميص العميد المخطط، وميسي الأسطورة كان قاب قوسين أو أدنى من ارتداء قميص زعيم آسيا، وقريباً سنرى نيمار، ولوكاكو، و جوندوجان، ومحرز، وراموس، ومودريتش وغيرهم من صفوة نجوم أوروبا يرتدون قمصان الأندية السعودية، ويلعبون في الدوري السعودي, وهذه النقلة الاحترافية واكبها أيضاً على مستوى إدارة الأندية حيث جرى مؤخراً انطلاق مشروع الاستثمار والخصخصة، وقريباً ستبدأ الأندية الكبرى تدار بمفهوم تجاري بحت، كشركات مستقلة بمواردها واستثماراتها، وستكون ذات مالية تدعم الاقتصاد الوطني السعودي.
وكل هذا التطور اللافت، والذي تطلب شجاعة متناهية في اتخاذ القرارات، ورؤية ثاقبة من قائد الرؤية وعرابها سمو ولي العهد حفظه الله، كل ذلك يتطلب الالتفات لمنظومة إدارة المسابقات الكروية من اتحاد الكرة بجميع لجانه، وكذلك رابطة دوري المحترفين بلجانها أيضاً. فالأساليب السابقة التي كانت تتبعها هاتان المنظومتان في إدارة المسابقات الكروية السعودية لا يمكن أن تواكب إطلاقاً المرحلة الجديدة للكرة السعودية. والآمال والتطلعات المعقودة عليها. فهذه المليارات من الريالات المصروفة، وهؤلاء النجوم العالميون القادمون يفترض أن يحققوا للرياضة السعودية والاقتصاد السعودي عوائد مضاعفة، وذلك لن يتحقق إلا برفع مستوى إدارة المسابقات، ورفع مستوى التحكيم، واللجان القانونية والعدلية، فعندما يحضر إلى دورينا صفوة نجوم العالم فمن الواجب أن تكون إدارتنا للمسابقات والتحكيم وبقية اللجان بمستوى عالمي. وبما يشعر معه اللاعب العالمي أنه لازال يلعب في أوروبا.
وإذا كنا سندير المسابقات بنفس المستوى والأساليب السابقة فستحدث فجوة كبرى بين الأندية واللجان التنظيمية، وسيشعر اللاعب الأوروبي بغربة شديدة، وسنكون تحت أنظار العالم الذي سيحرص على متابعة دورينا لمشاهدة نجومه المفضلين. وعندما أكد مشروع الاستثمار والخصخصة الذي أطلقه سمو ولي العهد أن من مستهدفاته الوصول بالدوري السعودي إلى قائمة أفضل عشرة دوريات في العالم، فذلك يتطلب أن يكون التطوير شاملاً لكل المنظومة الرياضية بما فيها اتحاد الكرة ورابطة دوري المحترفين.
وشخصياً أتطلع لأن أرى خبراء عالميين يديرون لجان المسابقات، والحكام، والاحتراف، والانضباط، وكذلك يديرون رابطة دوري المحترفين. فأساليب العمل بالمحاولة والخطأ يجب أن تنتهي وأن تطوى صفحتها للأبد. فنحن اليوم ندخل عصراً جديداً، ومرحلة مختلفة، كل خطوة فيها محسوبة بدقة، وكل خطوة لها ثمنها في عالم الاحتراف والخصخصة والاستثمار.
وكذلك هناك جانب مهم للغاية ينبغي الالتفات له وتطويره ويدخل ضمن منظمومة الاحتراف والاستثمار وهو النقل التلفزيوني للمباريات. فالموسم القادم نتوقع أن المشاهد في المملكة والعالم سيشاهد مباريات الهلال والنصر والاتحاد والأهلي والشباب والرياض والحزم والخليج كما يشاهد مباريات الدوري الأوروبي، أو كأس العالم. من حيث الجودة، والدقة، واستخدام التقنيات الحديثة والمتطورة، وكذلك بوجود مخرجين عالميين للمباريات. بالإضافة إلى المعلقين والاستديوهات التحليلية وما تضمه من خبرات تحليلية عالمية. وكذلك طريقة البث يجب أن تكون سهلة وميسرة بما يتيح للمشاهد في اليابان والبرازيل وكندا وأستراليا من متابعة الدوري السعودي كما يتابعه المشاهد في الرياض وجدة والدمام وأبها. من سهولة الوصول للشارة، بعيداً عن روابط الإنترنت، وأساليب الاشتراكات المعقدة. والتجارب العالمية الناجحة في هذا المجال واسعة ومتعددة ولسنا بحاجة لاختراع شيء جديد.
والجميع ليس في المملكة فحسب بل في كل العالم متشوق لبدء دوري سعودي بمواصفات أوروبية، وفي هذا تحدٍّ كبير، فهل نكون بمستوى هذا التحدي؟ الإجابة سنعرفها في 11 أغسطس القادم عندما ينطلق الموسم الرياضي الجديد ونرى نجوم العالم يركضون في استاد الدرة والجوهرة وملاعب الدمام وحائل والقصيم والأحساء وعسير.
زوايا
** رؤية سمو سيدي ولي العهد حفظه الله جعلتنا نرى الحلم حقيقة. ونرى نجوم العالم يرتدون قمصان أنديتنا المحلية ويتنافسون في دوري روشن.
** بعد مقطع الفيديو الأخير للاعب البرازيلي تاليسكا وهو يسخر من كريستيانو رونالدو قد يكون من الصعب استمرار هذا اللاعب في صفوف النصر مستقبلاً.
** خسارة الهلال بعد اعتذار ميسي سيعقبها خطوات سارة لكل هلالي، وعلى عشاق وصيف أندية العالم التفاؤل وانتظار القادم الجميل.
** دافع إعلام النصر عن الساخرين من اعتذار ميسي عن اللعب للهلال بقوله كنتم تسخرون وتهاجمون رونالدو وهو مشروع وطن أيضاً, ليعترفوا أن التعاقد مع كريستيانو رونالدو تم من خلال مشروع وطني، وليس كما كانوا يزعمون أنه نتاج تكتل استثماري وشرفي نصراوي.
** فهد بن نافل وأنمار الحائلي ووليد معاذ يستحقون الاستمرار في مواقعهم كرؤساء لأندية الهلال والاتحاد والأهلي كونهم قدموا منجزات تشفع لهم وتوجب استمرارهم لاستكمال مشاريعهم التطويرية في أنديتهم، أما نادي النصر فربما نرى وجهاً جديداً على سدة الرئاسة.
** أندية الهلال والنصر والشباب عليها واجب كبير بدعم ضيف دوري روشن الجديد نادي الرياض الصاعد حديثاً، فهو القطب العاصمي الرابع، وله حق الجوار. فهل نرى نجوماً من هذه الأندية مرتديين القميص الأحمر والأسود الموسم القادم؟
** الموسم القادم سيرى العالم مستوى حكامنا، ومستوى تنظيمنا، ومستوى نقلنا التلفزيوني، ومستوى معلقينا. فكيف سنظهر لهم؟
** من أهم النقاط التي يجب الالتفات لها وإعطاؤها الأهمية التي تستحقها مواعيد بدء المباريات. فالمشاهد في مختلف دول العالم سيضبط ساعته على مواعيد محددة لبدء مباريات واحد من أفضل عشرة دوريات في العالم. ويجب توحيد المواعيد والثبات عليها، فليس لكل جولة مواعيد. ولكل مباراة داخل الجولة موعد مختلف.