خالد بن حمد المالك
الاهتمام بالمنشآت الصغيرة والمتوسطة تماشياً مع استهدافات ومخرجات رؤية المملكة 2030 تحول إلى قصة ملهمة لمن يريد أن يكون جزءاً من هذا البرنامج الطموح الذي أهم ما يميزه تسهيل التمويل بالوكالة مع شركات التقنية المالية، أو ما يطلق عليه بالتمويل الجماعي بالدين، للشركات الناشئة والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، وهو أحد المنجزات الوطنية التي ترسم المستقبل الواعد لبناء الشركات والمؤسسات الوطنية، وفقاً لمنطوق وأهداف الرؤية المباركة.
* *
وضمن خطوات بنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة التابعة لصندوق التنمية الوطني، تم يوم الأحد الماضي التوقيع على عشرين اتفاقية مع عدد من جهات التقنية المالية، وصناديق الاستثمار المحلية والدولية، ومنصات التجارة الإلكترونية، وبقيمة تفوق المليار ريال سعودي، ويأتي ذلك في إطار دعم المنشآت المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، ويهدف ذلك إلى تحفيز الاستثمار في هذه الشركات السعودية، خاصة مع التوقيع على هذه الاتفاقيات ومضاعفة الاستثمار.
* *
وكما أوضح الرئيس المكلف لبنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة في كلمته خلال حفل توقيع هذه الاتفاقيات، ومذكرات التفاهم فإن ذلك يأتي في سياق تنويع الخيارات، وإضافة الحلول التمويلية الجديدة لهذا القطاع، ورفع مساهمته في الناتج المحلي الاجمالي إلى 35 % بحلول العام 2030 .
* *
أهمية هذا الدعم للمنشآت الصغيرة والمتوسطة أن البنك يضمن توفير التمويل اللازم لهذه المنشآت، بالعمل على تفعيل برنامج التمويل بالوكالة، والمقصود بذلك التمويل الجماعي، وذلك من خلال 50 جهة تمويلية تقوم بالإقراض غير المباشر وتدعم نمو بوابة التمويل، أي أن نجاح هذا المشروع إنما يتم من خلال التعاون بين «كفالة» والشركة السعودية للاستثمار الجريء (SVC).
* *
هناك 300 منشأة صغيرة ومتوسطة تم تمويلها بأكثر من مليار ريال خلال الربع الأول من هذا العام 2023 كما أشار إلى ذلك رئيس بنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة خلال حفل توقيع الاتفاقيات، ولا بد من التذكير بأن البنك بدأ أعماله في ديسمبر من العام الماضي بتدشينه مجموعة من البرامج والمنتجات والخدمات الأخرى، والأهم أن المملكة اليوم تعد واحدة من أكبر دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مستحوذة على ثلث إجمالي المبالغ المستثمرة في المنطقة عام 2022م، كما أشار إلى ذلك رئيس بنك المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
* *
هناك تفاصيل كثيرة ومهمة أعلن عنها في الحفل وبينها الخطوات المعززة للاقتصاد الوطني، وهناك مؤشرات كثيرة عن خطوات قادمة تصب في مصلحة المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وهناك عمل مؤسساتي مدروس، وبرامج مخطط لها لتكون خارطة الطريق المرسومة لهذا النوع من المشاريع قادرة على ضمانة نجاح هذا التوجه الجميل.
* *
وفي الحفل كان هناك حضور كوري بمستويات عالية، فقد شارك على رأس الوفد الكوري وزير الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة في جمهورية كوريا الجنوبية الدكتورة لي يونغ، حيث ستكون هناك شراكة استثمارية بين الشركة السعودية للاستثمار الجريء والشركة الكورية للاستثمار الجريء، ومثلها اتفاقية الاستثمار الثانية مع صندوق «شروق بارتنرز»، وكذلك اتفاقية الاستثمار الثالثة مع شركة كورية أخرى، أي أن هناك تعاوناً وشراكة واكتساب خبرة من التجربة الكورية.
* *
وأمام هذه الإنجازات التي تحققت في فترة زمنية قصيرة، يجب على صغار الحالمين من المستثمرين أن يقتحموا هذا الميدان بشجاعة وثقة وإقدام، ويستفيدوا من هذه التسهيلات، وأن يقدموا أنفسهم كرواد في هذا المجال، وأخص بذلك الشباب والشابات، وألا يكون كل طموحاتهم وظائف بالدولة أو بالقطاع الخاص، بينما فرص النجاح والتفوق ومجالاتها لا تعد ولا تحصى.