أحمد المغلوث
مساء يوم الخميس الماضي لم يكن مساءً عادياً لا لبلادنا ولا للدول الخليجية الشقيقة ولا للعراق. كان مساءً مضيئاً بالسعادة والبهجة والفرح وذلك بعدما دشن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير الشرقية بدء تنفيذ الربط الكهربائي بين هيئة الربط الكهربائي الخليجي والعراق الشقيق بحضور وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز ووزير الطاقة العراقي السيد زياد الرزيج وعدد من وزراء الطاقة في دول مجلس التعاون الخليجي.
فالعراق الشقيق خلال العقود الأخيرة عانى كثيراً من ضعف التيار الكهربائي وبالتالي عانت مناطق ومدن كثيرة في العراق من ذلك. وكم شاهدنا تغطيات إعلامية عراقية وحتى أجنبية تصور معاناة الأشقاء في العراق من انقطاع التيار الكهربائي خاصة في أشهر الصيف والتي عادة ماترتفع فيها درجة الحراة إلى مستويات قياسية. فإذا أضفنا إلى ذلك أن العراق من الدول التي اشتهرت ومنذ القدم بارتفاع مستوى درجة الحرارة فيها. وتضاعفت في السنوات الأخيرة مع تغير المناخ. كل هذا وذاك ساهم في معاناة الأشقاء في العراق.
والذي يعمل في مجال الإعلام وبالتالي يتابع مختلف الأحداث لاشك أنه قرأ وشاهد صوراً محزنة وبائسة من تضرر البعض من المواطنين العراقيين خصوصاً في المناطق أو المدن التي يتكرر فيها انقطاع التيار الكهربائي. ولاشك أن المملكة الشقيقة الكبرى للعراق بل لكل دول الخليج والدول العربية تقف دائماً وأبداً وبدعم واهتمام من قيادتها العظيمة خلف كل ما من شأنه أن يساهم في التخفيف من معاناة العراق وفي مختلف المجالات. بل لاتتأخر في مد يد العون لها سريعاً في حالة الحاجة لمساعدة ما. فهي دائماً في المقدمة والسباقة لتوفير ذلك كما هو الحال عندما حدثت أمور في دول دولة شقيقة. فتسارع بتقديم العون والمساعدات العاجلة. ولا شك بعد هذا وقبل هذا أن ربط الطاقة الكهربائية إلى العراق وفي هذا الوقت بالذات «الصيف». يشكل مشروعاً كان يحلم به الشعب العراقي الشقيق ومنذ عقود. والحمد لله ها هي المملكة ودول الخليج يساهمون جميعاً في تحقيق هذا الربط الحيوي والهام والذي يشبه تدفق الدماء في جسد دولة العراق العزيزة. مما يعزز من وصول التيار إليه وليضيء بالفرح على حياة الشعب العراقي.
فالطاقة الكهربائية وكما لايخفي على القارىء العزيز تقوم بدور كبير في خدمة المواطنين وفي مختلف الدول, إضافة إلى كونها تساهم في توفير الطاقة المحركة لمختلف مجالات التنمية الصناعية والزراعية والإعلامية, بل إنها أشبه بشمس مشرقة في كل أرض تشرق عليها. والطاقة الكهرباية باتت جزءاً أساسياً في الحياة.
وماذا بعد لقد عبّر صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير الشرقية عن سعادته الغامرة بالاحتفال بهذه الخطوة من خطوات هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي، معتبراً هذه المناسبة ثمرة مباركة من ثمار مجلس التعاون لدول الخليج العربي، من خلال تدشين مشروع الربط الكهربائي مع دولة العراق الشقيقة، مؤكداً أن المشروع سيعود بالنفع الكثير، والخير الوفير على المنطقة بأسرها، ويكون بداية لانطلاقة جديدة نحو آفاق أوسع، وأسواق أكبر.كما عبر سمو الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة عن تقديره لتقدم العمل في مشروع الربط الكهربائي السعودي العراقي المباشر، الذي يُشرف عليه فريق عمل مشترك من المملكة والعراق..