د.نايف الحمد
* أخيراً نجحت السعودية في كسر جمود أحد أهم ملفاتها الرياضية بخطوات متسارعة وجريئة بقيادة الملهم وعراب الرؤية ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس صندوق الاستثمارات العامة - حفظه الله - من خلال إطلاق مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، بعد أن ظل هذا المشروع يحبو لسنوات.
* قرار فرضه واقع الأندية الكبرى في الوطن بعد سعي حثيث من القيادة الرشيدة من أجل تهيئة تلك الأندية للقيام بدورها الريادي وفق آليات حديثة تعتمد على الحوكمة الإدارية والمالية وتشجيع الاستثمار في القطاع الرياضي.
* رغم الضخ المالي الكبير الذي حظيت به هذه الأندية خلال السنوات الماضية بدعم كبير من سمو ولي العهد إلّا أن الهدر المالي الكبير والفوضى الإدارية في بعض الأندية والديون والقضايا الخارجية جعلت من تسريع عجلة هذا المشروع أمراً حتمياً أمام صاحب الرؤية وقائد التغيير الكبير، فكانت الخطوة الأكبر بنقل ملكية أربعة أندية جماهيرية هي الهلال والاتحاد والنصر والأهلي لصندوق الاستثمارات العامة بنسبة 75 % مع بقاء 25 % لمؤسسة الأندية غير الربحية والتي يمثلها أعضاء الجمعية العمومية في تلك الأندية في خطوات تكاملية بين الجهتين تضمن تطبيق الحوكمة الإدارية والمالية في أعلى صورها وتوسيع نطاق الاستثمار وتضخيم أصول هذه الكيانات ورفع قيمتها السوقية مع أداء رسالتها الرياضية وتحقيق طموحات جماهيرها وضمان استقرارها مالياً وفنياً تمهيداً لاستكمال عملية الخصخصة وطرح هذه الأندية للاستثمار من قبل الشركات الخاصة ما يسمح في مساهمتها بشكل كبير في أداء دورها الرياضي والاستثماري في تحقيق رؤية 2030.
نقطة آخر السطر
*في الوقت الذي كانت تنتظر فيه الجماهير الهلالية تغييرات كبرى على مستوى خارطة الفريق والأجهزة الفنية مع نهاية الموسم، وبعد أن فشلت صفقة التعاقد من النجم الأرجنتيني ليونيل مسي خيم الصمت على أركان النادي العاصمي الكبير في مشهد غريب.
* دون أدنى شك أن رياح التغيير التي هبت على الكرة السعودية قد ألقت بضلالها على الهلال وما تمخضت عنه من حلٍّ لمجلس الإدارة كبقية الأندية الأربعة الأخرى، رغم أن الهلال هو النادي الأكثر استعداداً لهذه المرحلة من خلال عمل كبير قادته هذه الإدارة في السنوات الأربع الماضية، إذ جعلت الأرض خصبة والبيئة مناسبة لهذا التحول الكبير.. لكن هذا الصمت المطبق لا يمكن أن يكون مقبولاً لدى الجماهير العاشقة التي تنتظر أن يأخذ الفريق حصته من الاستقطابات كبقية الأندية رغم أن الهلال يتفوق عليها كثيراً في منظومته التي أفرزت تميزاً على مستوى الإدارة والاستثمار والإنجازات الرياضية وتشريف الوطن في المحافل الدولية.
* في تصوري أن الرهان على الوقت هو ما يؤرق الجماهير؛ خاصة أن معسكر الفريق لم يبق الكثير على انطلاقه استعداداً للموسم القادم.
* جماهير الهلال الكبيرة تنتظر من صندوق الاستثمارات العامة والإدارة الهلالية المرشحة للفترة القادمة بقيادة الأستاذ فهد بن نافل أن يتم التعاطي مع هذا الكيان بما يوازي إرثه الكبير ومكانته على خارطة الأندية المحلية والدولية، خاصة وهو يقدم النموذج الأفضل بين الأندية ليس على المستوى المحلي وحسب، بل حتى على مستوى القارة الآسيوية.